سيرة “آل الحكمدار ” توصيف تاريخي لمرحلة مهمة من تاريخ “حمص “

غادر معظم آل الحكمدار إلى بريطانية وحدثت عندهم ردود أفعال متباينة منهم من اعتبر استعادة الأمجاد تكون عن طريق التعصب ومنهم من عاش متنقلاً في مواخير أوروبا وحاناتها ,لكنهم ما زالوا معتقدين أنهم من سلاسة الصفوة ” بهذا الكلام تنهي خانم حكمدار مذكراتها في رواية “سيرة آل الحكمدار “لمؤلفها الروائي  عبدالغني ملوك فالرواية الصادر حديثا المؤلفة من 120صفحة من القطع المتوسط مقسمة لمقاطع مرقمة وكأن الكاتب مشغول بقول حُكْمه في نهاية الرواية حول مصير هذه العائلة التي كان لها شأن كبير في أيام الاحتلال التركي لسورية ثم حافظت على امتيازاتها مع دخول المستعمر الفرنسي إلى سورية لكنها تركت البلاد مع خروجه لأنها لم تستطع التكيف مع تغيرات الحياة وانتصار الفلاحين والعمال مع بدايات عام الستينات من القرن المنصرم وضمير المتكلم في الرواية على لسان القاضي المكلف بالتحقيق في مقتل امرأة تسعينية هي خانم حكمدار كانت تعيش بمفردها في بناية بأكملها (قصر) تعود لوالدها مصطفى باشا وقد استطاع القاضي التوصل للحقيقة ولتفاصيل اجتماعية كثيرة رافقت مسيرة حياة هذه المرأة كلها تعبر عن اختلاف العادات والتقاليد الاجتماعية والاقتصادية التي تبدلت برحيل المحتل التركي ودخول الفرنسي ثم إجلائه عن البلاد فالأحداث التي ذكرتها خانم حكمدار في مذكراتها تدور في بيئتها حمص حتى وفاتها مسمومة بطلب منها من قبل أحد أبناء أقاربها فقد كانت مصابة بالسرطان وغادر كل أخوتها البلاد بعد وفاة والدهم وتركوها وحدها لأنها لم تكن شقيقتهم بل كانت ابنة الفلاحة فطوم التي استقدمها مصطفى باشا من الريف للعمل في بيته كخادمة ثم حملت منه سفاحاً وأقنع زوجته هانم حكمدار بتسجيل المولودة على اسمها وطردت فطوم الفلاحة خارج القصر, ولم تدرك خانم حكمدار ذلك إلا لما سمعت والدها يقول لهانم حكمدار عندما صدرت نتائج الثانوية لقد تفوقت خانم على ولدك فردت عليه لكنها تبقى ابنة فطوم الفلاحة   والمذكرات تؤرخ لمرحلة مهمة وغنية بالتغيرات من تاريخ سورية و حمص وهي جديرة بالقراءة لأن قلة قليلة ممن يتجرأون على الخوض في مثل هذه الروايات التاريخية لسير العائلات وهي مكتوبة بلغة واضحة مباشرة تشبه لغة المشاهد المصورة ,شكرا للروائي عبد الغني ملوك على هذه الجرأة التي قل وجودها في رواية تصدر قبل شهر ,فاليوم الروايات تُكتب على مقاس الجوائز ومقاس مموليها ,أما عبدالغني ملوك فهدفه أن تبقى روايته شاهد حي لأخذ العبرة …فمبارك له إصداره الثاني لهذا العام.

ميمونة العلي

المزيد...
آخر الأخبار