نقطة على السطر ..أوجاع متواصلة..!!

ابتلع  ريقه وهو يراقب قطرات المازوت تتساقط الهوينى وتستجيب لدعاءاته المتلاحقة بالتقتير والتوفير في حده الأدنى كان من الأشخاص القليلين الذين حصلوا على الدفعة الأولى من المازوت , بينما تعالت أصوات أخرى تطالب بحصتها وهي ماتزال تنتظر وصول التوريدات وإفراغها في محطة بانياس لعل وعسى ينال شيئاً منها  , ليسائل المواطن نفسه هل هو سوء تدبير وتخطيط أم تطنيش على قضايا تهم المواطن إذ تساهم المحروقات  والتي تعد السبب الرئيسي في  خلق مشاكل كثيرة أولها التدفئة ناهيك عن كونها الحجر الأساس في تأثيرها المباشر على غلاء المواد الغذائية كافةً ومن ثم المواصلات التي باتت عقدة العقد خاصة للطلاب والموظفين الذين يضطرون في أكثر الأحيان لتطبيق سيارة تكسي بأسعار تصل للشخص الواحد (5000) ل.س ليصل إلى امتحانه أو وظيفته بسلام مع ما يعانيه ذلك الطالب أو الموظف من أعباء معيشية أخرى .

ليبقى منتظراً نشرات الأخبار الجوية التي تطمئنه بأنه لا ثلج ولابرد ولا جليد في الأفق ليس لأنه لا يحب الثلج بل كان في الماضي يتغنى بندفه الأبيض وهو يكسو الأشجار والطرقات , بل لقلة أسباب الدفء كافة مما سيجعله يصاب بالرهاب من برد يستقر بين جلده وعظامه ويمتص الكثير من صحته الجسدية والنفسية حتى بات المواطن يسير على برنامج يومي من الأوجاع المتواصلة , ليتراجع معها  الأمل بالوصول إلى حل يهديه لتحسين أحواله المعيشية بعد أن تقزم الراتب أمام غول الأسعار وباتت الحياة عبئاً ثقيلاً عليه , ليذهب عمره بآمال لم يتحقق معظمها.

عفاف حلاس

 

المزيد...
آخر الأخبار