تحية الصّباح… الوفاء للزَّمن …

تعلو هامة التعبير إشراقاتُ أفكار , تكتنزها فِكَرٌ تتماهى وقدة تأملاتٍ تشع بألق نضارتها حيث فرادة ُ التطلع صوب حيثيات تمد ذواتها فضاءاتٍ مساحب دُناً تمر بالمرء والحياة ديمومة سفر يتعب الدروب ولا يتعب يمر موشى بأفانين التلاوين ما بين صعود و هوي , يحمل بين طياته لواعج ووقائع وصروفاً  وعلى مدى الآفاق في مرامي السراب يبقى الانشغال إرادة فعل في معطى واقع معيش , وفي متسع المستقبل مؤونة زاد . فإذا ما التفت الجهد صوب سابقات تعاقب أزمنة يحدوها دفق شلال من مسار زمن , علامات صواه أزمان.

هي ما بين التذكر والذكرى حيوية مثابرات واجتهاد , ومتاعب كد , ونباهة إعمال تفكير في استنباط خبرات على سرح معارف , ومقاربات مهارات , هي حصاد ذات المرء في مدارات اهتماماته , و جني ما رام قطافه أثماراً من يانعات قطوف , وقد هزه الطرب ما بين دمعة وابتسامة ما امتدت له الظروف , ووافقته الأيام , وهدهدته آمال في حظوة أمنيات تنشد فروسية على مطايا الطموح , ومضات يشع فيها كل بريق يومئ ابتسامات فرح بعض نجاحات ما بين مداد حبر على قرطاس أو حبة عرق على جبين يساهر وقع الكلمات , أو لألاء لفظة تمور بفطنة الإبداع على شفة كل ابتكار تأسيس ركاز في مدماك محتوى , وقد جاء على جسر من تعب في تجذر مصداقية إعمال تفكير , وسداد منطق , وبراعة حسن تدبّر , وإن كان من جانب آخر ثمة انزياحات تتوعر في مسالك الدروب .

لكن ذلك كله في خبايا تعاقب الأزمنة وصيرورة المرء حاضرٌ تحتضنه الأيام  وعلى قدر معنى الجد والمثابرة والكد والعمل فإن الوفاء اكتناز دلالة الحضور في مثاقفة جدلية ما بين الإنسان والحياة ليكون ما غمّره المرء حصاداً , وجناه مواسم من وفاء لمعطى الزمان . إنه الزمان الذي يستحيل فكرة آبدة متأصلة وحدة في مرتسم محاكاة المكان وما يستنزله الزمان من حراك يسري في بطاح الثواني شلالاً دافقاً نحو الأمام , يتخلل ذواتنا , وعلى مقدار استثمارنا له ربحاً في كل إنجاز فإن الزمان يسكن فينا خلاً وفياً ليصبح الوقت في نسبيته فِكراً على متون وشروحات لأنه غدا بذلك دلالة تاريخ لذات المرء , وليضارع بذلك جمالية الوفاء للزمن .

هذا الزمن الذي يشغله المرء عوالم نتاجات و إنتاج ما بين ذهن وساعد وعلى رحب كل جانب , وعمل ما بين حرفة وهواية إنما يتراءى في مرايا العقل الحصيف وعياً بنّاء يطرز معاني الخير دلالة قيم , ونفع عطاء , وكينونة كرم في سواء خير نسب لصالحات أعمال تورق نعماء محبة تتواشح فيها إرادات مقصبة بتلاوين كل بريق ناهض يعي زمالة المصير, وبهاء التعبير عن الذات بالعمل ولا سيما عبر أداء نوعي يتجاوز الجانب الإجرائي في الحياة عبر فيض من تألق لافت يجمع ما بين الشكل والمضمون جملة خبرات ومهارات تكسب المرء قيماً مضافة , تعزز لديه قراءات موضوعية في استيعاب كل أمر , وتجاوز كل تعثر ما بين إدراك معرفي , وتحليل بنيوي لحيثيات , فيكون الوفاء للزمن صدى لوفاء المرء لذاته, و روز نقدي إنصافاً لعقلٍ ينفتح بذهنية تستشرف سعة , ولا تضيق ذرعاً بصاحبها حيال قضايا الحياة كلها

إنه الوفاء للزمن تلازم ماض بحاضر , و إنسان بحياة وواقع بمعطيات  وهو الزمن الناجز تأريخ شكوى في قوافٍ ,  لكنه الفضاء الأرحب في مكارم كل اتقاد يشع بريقاً فتغنيه تفاؤلاً ألوان قوس قزح وفي الأغنيات تصدح الحناجر شجناً سحائب من وجد تتملّى بها الروح ويشدو بها الصوت الرخيم وتتلهف في انعطافاتها مساكب البوح الجميل تذوق شجن في شفيف وجدان , و تأمل عقل فيكون الوفاء للزمان غنائية ذات مثل سهم شدّه وتر وفي معطى المضامين إطلالات تأملات في رحاب الأيام ومسار الزمن , إنه الزمن الحاضر وفاء يتورّد على خدي الآمال الواعدات منى , فتراه يقفز زمناً رياضياً يتجاوز لحظات ألم ليمتطي صهوة الشكيمة نحو الآفاق الرحاب مثل شاعر أقعده الوجد هياماً و أبكاه طلل تذكر أهل و أحباب وسيرة حب فأعياه الطلل ذكرى وشروداً في تأمل حال ليدرك أن الطلل مكاناً دارساً وفاءُ ذكرى , وعِبرة ماضٍ ولّى فراح صوب نشوة الحياة تعلقاً بقافية شرود لها الحب كل شراع … إنه الوفاء للزمن صدى لمرايا كل عمل , ووعي كل قيمة , وفرادة كل تميّز و ألق كل سلوك تفتح الحياة ذراعيها دفء مواقد لا يدانيها صقيع .

نزار بدّور

 

المزيد...
آخر الأخبار