نقطة على السطر ..بين اختفاء وظهور

لطالما نتساءل عن سر الصداقة المتينة بين المواطن ومشروب المتة والذي يجعله في حالة اندماج كامل معه، حتى أنه استطاع إخراج الكثير من المواد الغذائية كاللحوم والبيض  والحليب وحتى المازوت من قائمة مشترياته ، معللاً ذلك  بغلاء أسعارها وضعف القدرة الشرائية لديه لكن “المتة” تظل في نظره خطاً أحمر لا يمكنه الاستغناء عنه حتى لو  وصل سعر العلبة إلى “20000” ل.س في ظل احتكارها وانقطاعها حتى بات يبحث عنها ” بالسراج والفتيلة” من خلال طوابير طويلة على محال بيعها  وكأن بانتظاره معركة ضارية يخرج منها  منتصراً إذا ما حصل على علبة يغيب معها في عناق حار بعد لعبة الاختفاء والظهور لمشروب يجوب القارات ليستقر بيننا ..

الموظفون  والطلاب يعودون إلى منازلهم متلهفين  لشربه .. ربة المنزل تستيقظ صباحاً مؤجلة أعمالها المنزلية لتناوله وكأنها رؤيا في المنام أو حلم من أحلام اليقظة رافعين جميعاً شعار” لا لمقاطعة المتة” ذلك المشروب الساحر الذي يعطي إحساساً  بتعديل المزاج إضافة إلى تخفيفه من وطأة الملل والبرد خاصة في سهرات الشتاء الباردة ..

فإذا سألت أحد شاربيها عن حالته تشعر بشيء من السخف ” بدون متة حالتي ضعيف ”

حتى  وصل الأمر أخيراً لأن تطرح  المادة من قبل ” السورية للتجارة” على البطاقة الزكية مستبدلينها بمواد أكثر أهمية في حياتنا المعيشية جنباً إلى جنب مع الرز والسكر والزيت والبرغل كمن يستبدل الزهر بالشوك ،مواد تفاقمت  أسعارها بشكل غير مسبوق وسط وجود محتكرين لمواد أساسية مع غياب الدور الرقابي الكامل في الأسواق كافة ..

عفاف حلاس

 

المزيد...
آخر الأخبار