تحية الصّباح … خلف أعمارنا

توارت , وتتوارى خلف أعمارنا آمالٌ , وأحلام وفيض أمنيات  ما أكثر ما تسامقت تمتطي صهوة كل طموح , صهيلُ مداه ملعب الدهر , وحضوره كل سبق , و أصداؤه رغائب أمنيات على مطلول شهقات الحياة أنفاساً في روابي كل تفاؤل جميل , يغنيها اغتباط لافت في اكتناز الدُّنا بين جوانح الخفايا والقوادم إرادة دلالة معنى في كينونة مسار حياة ! يحفز ذلك كلُّه سعادة جهد في تمكين وعي يوشي ذاته مطرزاً بأنداء كل اجتهاد , و أناقة كل تذوق في فصاحة نضارة تتقرّاها النفس , وتبسم بها لحاظ عيون وتحتضنها الأيام  وما بين أضمومات تطلعات ومسالك كدح في دروب إذ عين على كد نحوها , و أخرى على بريق يتخطف أبصارنا , ونحن في سعي دؤوب إلى قراءة ملامحها , عساها تكون قاب قوسين , أو أدنى  وما بين الآمال الواعدات مرتجى وتحفيز الإمكانات والقدرات حميّة همم تنسرب ما بين أعطاف الزمان كتائب من ثوان وساعات وتلاحق شهور في فصول , وسنين في أعمار والحال حال كل جهد يؤكد خطا عمل , هو فرح تعب على ممراح سفر الأيام وتعاقب السنين نغذ السير صوب المدى , ونستعجل الخطا , ونرقب الآتي , ونزهو بالغد القادم , عساها الأيام الأحلى , نكبر فيها إنساناً على سعة كون أرحب , وهو يتخللنا جهدنا أن يكبر فينا الزمان نتاجاً و إنتاجاً , وتفرد إبداع , وتميّز حضور فنتخلله إرادة حضور , حذاقة دلالة لمعنى كينونة في معطى وجود   لكن , كثيراً ما كان يضيع زماناً في فتور إدراك عندما كانت تُستبطن هواجس تضعف من حيوية قناعة في أمر , أو شيء , جراء وهن في انتباه إلى قيمة ما هو موجود أمام ما نصبو إليه , ونحن لا بالموجود نستمتع ونستفيد أحياناً قناعة بما هو موجود كما يجب ولا نحن قادرون بلوغ غاية ما ننشده , والزمان يختلس منا فساحة عمر من شذرات لكأننا بذلك أضعنا بعضنا من أثمار ما قدمنا من جهود لما وصلنا إليه , ولم نقدر قطافه ارتهان فساحة شرطه النمائي ومن جانب آخر كأننا ما سرينا في سداد المنطق بما يحيط بنا من ظروف و صروف وقدرات و إمكانات ولكأننا غفلنا ولو لبرهة عن قيمة ” القناعة كنز ” وعن استثمار قيمة الزمن في مهابة المنطق , وجمال اللحظات ضمن جدلية الإنسان والحياة   أجل توالت وتتوالى , تنتظر خلف أعمارنا بروق , غام ضياء بعض منها نتيجة انشغال وتشاغل , وربما كسل في اجتهاد أو ضعف في دربة , أو غياب حذاقة في مهارة , أو أقدار لم تكن غاياتٍ وميولاً … ومع اطراد الأيام طوتها تحديات لتستجد أخرى غيرها ولتغدو على موشور الحياة وقع تناغم بين الآه والليت زحام أنفاس من تنهدات , أو بعض تحسر على ما قد فات وليصير الحكم عليها انطلاقاً من اللحظة الآتية تضارب أخماس بأسداس , وواقع راهن يسابق ومعيارية فعل نسبه بين ماض في اطراد منها , وحاضر في مقاربة الحكم عليها , ليضاف انتباه آخر من ” سبق السيف العَذَل “.
تأخذ أعمارنا وظروفنا و أقدارنا ثنائية عقل ووجدان , وماهية كينونة في مدارج الدروب والغايات و أضرب الحيوات تنوعاً وجهات ووجهات ومسارات مسارات وعلى مطارح تتباين في ما بيننا والفروق الفردية سلالم تتباعد وتتقارب درجاتها ضمن مدارات الحياة ما بين قناعات في رؤى , و أنماط في سلوكات , واتجاهات في ميول … ولا شك أن هذا هو حيز التفاعل ما بين الإنسان والحياة و إذا ما حاول الإنسان تعويض ما فات , أو ترميمه قد تسعفه ظروف وتعاضده قدرات ولربما تعاكسه في غيرها , مما صار قيد الماضي وقد أضحت سرديته بمداد لا يمحوه غبار السنين , فاستعجل الخلاص منه توهم تلاشيَه , لكن ملوحته في ذاكرة الماضي والناس أضحت أجاجاً , يصعب استحالته حلو المذاق جراء مكين سبق لزمن في وقع تعثر مر بمتاعب إنسان أو غفلة منه , أو ضعف أقعده .

إن فطانة كل أمر في مقاربة تجربة ذاتية أو موضوعية , واغتنام إدراك يعتمد حدساً في استقراء يؤكد كثير محاولات عساها تخفف وطأة في وقع ملامة جراء تحديات حياتية في عالم متعولم , وقد تلفت القلب تعثر بها حال خلف أعمارنا وفي الشعر الحكمي : وقالوا يعود الماء في النّهر بعدما \ ذوى نبتُ جنبيه , وجف المشارع فقلتُ إلى أن يرجع النهر جارياً \ ويعشب جنباه , تموت الضّفادع .

نزار بدّور

 

المزيد...
آخر الأخبار