التصاق ثلاثُ بتلاتٍ من عَسَف القصب المنحني، أرخت أسدالها على ذاكَ الشير الخالد، المغروس في سفحِ تلكَ الهضبة التائبة، جدولٌ رقراقٌ يداعبُ بأصابعه الناعمة حوافها، فأحدث ندباً، في سقفهِ نَسجَ عنكبوتٌ بساطاً من خيوط الهفيف معلناً هجرة المكان عن وطأةِ الإنسان، على ظهر تلكَ الصخرة استوطنَ طائر دلَّونٍ مع أنثاه، استجمعا عيداناً من قشِّ الأرض يحيكان مأوى لنسلهما المرتقَب، غيمتان تتلاحقان على علوٍّ متوسط تتأهبان للافتراق، الشمس في رابعة النهار، تظهر و تختفي،سانحةً لبساط الأرض السطوع و الظل.. في قبة السماء طائرٌ ذو مخالب يطوف، عيناه تمسحان السهول، فجأةً قفز أرنبٌ من بين الكثبان يلاحقه ثعلبٌ كان متربِّصاً.. من على علوٍّ انقضَّ الجارح، تسارع المطرود، فاندسَّ تحت الشير، و لحق الطارد به . . تبادلا الخوف، و تكاتفا، تلاقت أبصارهما، و تخاطرا، لم يلبثا حتى اتفقا : – لن نبرح المكان و في رحابنا جارحٌ غازٍ. .
فايز الصيني
المزيد...