تشكّل قضية المياه في العالم إحدى أهم وأبرز التحديات التي تواجه البشرية، وتشير تقارير دولية أن قرابة 2 مليار من البشر يعانون من شح في المياه، وأن 80% من الأمراض ناتجة عن مياه ملوثة وكل 8 ثوان يموت طفل في العالم بسبب تلوث المياه بحسب منظمة الصحة العالمية …
وتشير أرقام بعض الدراسات إلى أن ما يزيد عن 700 مليون صيني و 130 مليوناً آخرين في أمريكا اللاتينية يشربون مياهاً ملوثة، وأن كل سكان قارة أفريقيا يشربون أيضاً مياهاً ملوثة، ويموت ما بين 20-30 مليون طفل كل عام في العالم بسبب تلوث المياه والمجاعات والأوبئة المختلفة والجفاف ….
و اليوم ..تعتبر قضية المياه مشكلة العصر إذ أنها باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى ,خاصة في ظل عملية خصخصة مصادر المياه وبيع امتيازات للشركات العملاقة حول العالم تحت شعار(من بمقدوره أن يشتري الماء بوسعه أن يشرب وإلا فإنه سيضطر لشرب المياه الملوثة)…
كل ماسبق استعراضه هو غيض من فيض لدراسات و تقارير تؤكد أن المياه العذبة أصبحت سبباً حقيقياً لكثير من الحروب , ورغم ذلك فإننا نرى يومياً الكثير من المشاهد التي لا تنم إلا عن استهتار بأهمية المياه , فمشاهد غسيل السيارات و هدر المياه بدون مبرر تتكرر بشكل يومي و كأن أزمة المياه لا تعنينا ! علماً أننا و حتى بداية فصل الشتاء المنصرم كنا قاب قوسين أو أدنى من الدخول بحالة عجز مائي في مناطق متعددة بسبب سنوات الجفاف السبع المتتالية ,إلا أن الطبيعة قالت كلمتها و أنقذت الموقف بموسم شتوي ماطر من الطراز الممتاز لتعدل مناسيب المياه الجوفية والسطحية بشكل مبشر..
خلاصة القول : لابد من تضافر جهود كل ذي لب و غيرية على مصادرنا الطبيعية المهمة لنشر التوعية الصحيحة لضرورة الحفاظ على كل قطرة ماء و استثمارها بالشكل الصحيح قبل فوات الأوان .
المزيد...