إنهم الشهداء ..اختاروا الخلود ….نثروا أرواحهم في سماء الوطن أنجماً وقناديل سقوها بدمهم الطهور لتبث عبير السلام مع كل نسمة صبح ندية ،اختاروا العزة والفخار … هم الحماة والندى والمجد وفخر كل سوري ..
رجال يذودون عن الأرض ، متلاحمين كالطود الشامخ بأرضنا الحبيبة ..
فهنا البطولة توجت وتجسدت وهنا الصمود .. هنا الثرى المعطر الممسك بدماء الأطهار الزكية ..
ببطولاتهم تحطمت أسطورة الباغي الظالم ..فكتبوا نصراً فوق الشمس .. مسطرين ملاحم الإباء والشموخ والانتصار على أعتى الطغاة من شذاذ الآفاق .
اليوم ننحني بخشوع وإجلال أمام كبرى تضحياتهم ونقول بكل فخر واعتزاز لولا تضحياتكم لتكالب علينا الأعداء ..فلكم منا الوعد والعهد بأن نكون أمناء على دمائكم الطاهرة ..
جولات جريدة العروبة على بيوت أهالي الشهداء باتت واجبا , لنوثق أبهى وأنصع الصور والمحطات في حياة الشهيد …
أسرة الشهيد رسول خليل جدوع :الشهداء أسياد البطولة والرجولة
بفضل زنودهم كانت جحافل الأعداء تتقهقر إنهم شهداء الوطن العظام الذين امتطوا صهوات المجد والإباء .. الشهيد البطل رسول خليل جدوع أحد هؤلاء الأبطال نشر في أرجاء الوطن عبق دمه بتاريخ 29/7/2014
يقول والده : الشهداء أسياد البطولة والرجولة وعنوان الانتصارات .. كل كلمات المجد فيهم تقال ، أبطال شقوا طريقهم بعزيمة وإصرار ، تخطوا بدمهم الطاهر كل المحن ، رجال عشقوا الوطن فعشق الوطن دمهم الطاهر …كان البطل رسول متسلحاً بالعلم والإيمان بسورية العامرة بالحضارة ، المدافع عن كرامة شعبها وطهارة ترابها..
غادر البطل ليقاتل ويواجه من يحجب شمس الحرية التي تعانق سماء الوطن منذ الأزل متمثلاً قول القائد المؤسس حافظ الأسد : ( عندما تتعرض الأوطان للأخطار لاسبيل إلا سبيل مواجهة الخطر ودفعه عن الوطن ولامجال لأي تهاون في محاسبة الذين يجعلون من أنفسهم مطايا وأعواناً لأعداء الوطن .)
في حمص شارك مع الأبطال بخوض أعنف المعارك ضد أعداء البشرية والحياة في مناطق كفرعايا – الخالدية – القرابيص ، جورة الشياح – باب هود ، بابا عمرو ، الدار الكبيرة ، الوعر وبساتين الوعر وفي يبرود ومهين والقلمون ، أثبت فيها شجاعة وجرأة وإقدام .
تعرض مع الأبطال في الخالدية لهجوم عنيف من قبل العصابات القاتلة ، تصدوا وصمدوا رغم الحصار لعدة أيام حتى تمكنوا وبمؤازرة من أبطال الجيش من فك الحصار ..
بتاريخ 29/7/2014 وفي تلة موسى بالقلمون هاجمتهم قطعان الذئاب بالصواريخ والقذائف والدبابات ، أصيب البطل بطلقات نارية وشظايا صاروخية فارتقى إلى العلياء شهيدا في سبيل الوطن ..
وأضاف : كوالد شهيد أعيش معاني الشهادة وأتلمس بهاءها ، لقد أهداني ولدي الغالي وساماً أفتخر به دائماً لقد ربيت أولادي أيضاً على محبة الوطن والاستعداد للتضحية في سبيله وبذل الغالي فداء له ..
إنني فخور بما حدثني عنه رفاقه الأبطال وكيف كان في ساحات الوغى يقاتل أعداء الوطن بكل قوة وشجاعة إلى أن نال شرف الشهادة فكانت له كما أراد وتمنى
والدة الشهيد السيدة خديجة تحدثت قائلة: آخر مرة ودعني طلب الدعاء له ولرفاقه أن يمدهم الله بالقوة والعزيمة لسحق من يعبث بأمن سورية الغالية قال: نحن يا أمي للوطن حصانة وللأجيال أمانة نحن من سورية البطولة والصمود , لا تخافي أبداً إذا استشهدت ..
قبل استشهاده بساعات اتصل وأخبر الجميع أنهم يخوضون معارك عنيفة ضد العصابات التكفيرية حتى تحقيق النصر أو الشهادة وكان له أن سجل اسمه في سجل الخالدين مع مجموعة من رفاقه الأبطال ..
استشهد أول أيام عيد الفطر سنة 2014 كان رسول شاباً محبوباًغيوراً على وطنه الذي تربى على حبه محباً لرفاقه وزملائه .
لقد شرفنا في حياته وفي مماته أتباهى أني والدة أنبل الناس وأشرفهم وأكرمهم عند الله وهذا يكفيني .
ذووالشهيد البطل محمد تقي حسن جدوع :
الشهادة في سبيل عزة الوطن
هم الأبطال الساهرون على أمن الوطن ، جنود رهن الإشارة أباة يدافعون عن حقنا بالعيش آمنين في وطننا ،يحمونه بالدماء والأرواح إنهم رجال وأبطال الوطن الشرفاء ..
من الأبطال الذين كان لهم شرف الالتحاق بمواكب الأبطال الشجعان الشهيد البطل محمد تقي حسن جدوع الذي ارتقى شهيداً بتاريخ 12-11-2013 وهو يدافع عن قيم الكرامة والوطنية التي أرادت العصابات المجرمة أن تدنس معانيها بأفكار تخريبية وقوة البطش والإجرام ..
يقول والد الشهيد : ما يحدث في وطننا هو محاولة استعمارية رجعية .. إرهابية هدفها بشكل أساسي تدمير الأمة العربية من المحيط الى الخليج ..
وهذا العدوان غير المسبوق على سورية والذي اجتمعت فيه قوى إرهابية من دول العالم قاطبة يهدف إلى تدمير سورية بالكامل وتمزيقها وتجزئتها ..
لكن مغاوير الوطن ,رجاله الأشداء حطموا هذه المخططات على صخرة صمودهم بفضل عقيدتهم وإيمانهم وتضحياتهم .. بفضل عشقهم لتراب الوطن حطموا هذه المؤامرة وأفشلوها بتقديم أراوحهم التي تصنع النصر تلو الآخر ..
انضم البطل محمد تقي الى صفوف رجال الوطن الميامين منذ بداية الحرب على بلادنا وشارك بمعظم المعارك ضد المجموعات الإرهابية في مدينة حمص قاتل الى جانب الأبطال ببسالة ورجولة وتمكنوا من القضاء على تلك المجموعات في حي الخالدية وحي القصور, تعرضوا للحصار في الوعر والخالدية وكفرعايا إلا أن ثقتهم بالنصر لا يرهبها صوت الرصاص والقذائف إيمانهم بوطنهم كان الأقوى لفك الحصار عنهم …
بتاريخ 13-11- 2013 في معارك الوعر ضد الإرهاب الغاشم استشهد محمد تقي برصاص قناص وارتقت روحه الى العلياء شهيد الحق والوطن هنيئاً له بالشهادة التي يتمناها كل رجل شريف مؤمن بالحق ..
رحم الله شهداء الوطن الأبرار ورحم شهيدنا الغالي, أعتز بوسام الفخر والكبرياء الذي أهداني إياه .
والدة الشهيد تحدثت قائلة : أنا مؤمنة بالقضاء والقدر وبالاستشهاد في سبيل قضية الوطن , مؤمنة بأن الوطن لايحميه إلا رجاله الشجعان ومن واجب جميع الشباب الوقوف الى جانبه في محنته والدفاع عن كرامته مهما كلف ذلك من تضحيات ومؤمنة أن لا كرامة لإنسان من دون وطن لكن في نفس الوقت حزني على البطل محمد تقي كبير ووجعي أكبر ..
وأضافت : في لقائنا الأخير معه قال لي : لا تحزني أم الشهيد ولا تبكي فالوطن يكبر بتضحياتنا وتحييه الدماء وكلما كثرت القرابين ازداد قداسة واشتد قوة ..
كانت أحلامي وأمنياتي له كثيرة لكنه استشهد ,تاركاً أحلى الذكريات في نفسي .. أعتز وأفتخر أني أم الشهيد الذي قضى لتبقى راية النصر خفاقة على رؤوس الجبال .. وهاهو شقيقه الذي بقي وحيداً يتابع على الدرب نفسه حتى تحقيق النصر المؤزر لسورية الحبيبة ..
زوجة الشهيد الملازم شرف جهاد علي العساف :
سورية موطن العز وعرين المجد
يامن تسطرون بدمائكم رسالة محبة وبطاقة عهد أن يظل الوطن الذي تذودون عنه عزيزاً بشعبه منيعاً بمواقفه يامن ستحكي الأجيال عن أمجاد بطولاتكم وسيروي التاريخ قصص إقدامكم واندفاعكم ,وروح التضحية والاستبسال في نفوسكم .. طوبى لكم ولأرواحكم الطاهرة .. طوبى لمن اختصر قيم الحياة بالشهادة .. طوبى لروح الشهيد البطل الملازم شرف جهاد علي العساف.
السيدة وحيدة زوجة الشهيد تقول : كان الهدف من هذه الحرب القذرة ثني سورية عن دورها وحضورها وموقعها وموقفها الحضاري والتاريخي ، السياسي والثقافي والوطني والعروبي وإزالتها من الوجود , لكنهم يعرفون من خلال ما جرى وما زال يجري على أرض الواقع ,أن سورية تصدت لكل الغزاة والطامعين والمحتلين عبر آلاف السنين وانتصرت ، واليوم بعد أن سقطت نظرية الربيع المزعوم بما يحمل من تخريب وقتل وتدمير وفوضى وتجويع ونزوح وفقر ليس له مثيل في التاريخ وصلت الرسالة السورية إلى كل متآمر ومخطط متخاذل ، إنها دولة حصينة ، منيعة قوية بشعبها وجيشها وقيادتها ، بالعقيدة الراسخة الثابتة لأبطالها الذين قال عنهم السيد الرئيس بشار الأسد : ( جيشنا العربي السوري كان منذ اللحظات الأولى لولادته رمز الجيش الوطني الملتزم بقضايا الأمة والمدافع عن حقوقها في مواجهة المخططات العدوانية التي تستهدف الحاضر والمستقبل)
البطل جهاد علي العساف كما كل جندي من جنود الوطن لم يتوان عن أداء واجبه الوطني وقدّم من أجله أغلى ما يملك ، شارك في معارك الشرف ضد العصابات الهمجية في أكثر من منطقة كان لا يخشى الرصاص والقذائف والصواريخ نسمع في صوته الإرادة والشجاعة والتصميم على القتال حتى تحقيق النصر, كان يحدثنا عن أعماله مع رفاقه وملاحقتهم للمجموعات الإرهابية المسلحة والقضاء على أفرادها وتدمير سياراتهم الرشاشة واستهداف أوكارهم وتكبيدهم خسائر فادحة .. أذكره الآن عندما قال: العصابات الإرهابية المجرمة قتلت أبناءنا وشردت أهلنا لكنها نسيت أن سورية ستبقى موطن العز وعرين المجد ، شامخة شموخ جبالها ، ستبقى رايتها خفاقة بفضل رجال أشاوس عرفوا طريق المجد ولن يرضوا بغيره طريقاً وآمنوا أن لا حياة في هذه الدنيا إلا حياة العزة والكرامة ..
شارك في صد أكثر من هجوم قامت به العصابات المسلحة على مناطق وأحياء في مدينة حمص .. خاض معارك عنيفة ضد العصابات الوحشية في برزة كان معروفاً بشجاعته واستبساله فعندما تعرض أحد رفاقه الأبطال لطلق ناري أثناء أدائه لمهمة في حي تشرين بدمشق قام جهاد بإسعافه مسرعاً إلى المشفى ونجح بإنقاذه ..
بتاريخ 14/1/2013 استشهد البطل في معارك الغوطة الشرقية – حران العواميد بطلق ناري في رقبته ونال شرف الشهادة ..
إنه والد الأبطال الجرحى محمد مهدي ومهند وعلاء .. ووالد للكثير من الأبطال الذين يسيرون على النهج نفسه … الشهادة أو النصر .
رحمة ونور لروحه الطيبة كان الأب والأم والأخ للجميع ، يحب الأصدقاء ، الكثير من الذكريات ترسخ في الوجدان وتبقى استعادة شريطها مبعثاً للفخر والاعتزاز فكيف بها إن كانت لمناقب شهيد بطل لبى نداء الوطن فقدم روحه رخيصة لنعيش من بعده بكرامة ..
إن الشهداء سيبقون نبراساً يضيء الطريق أمام الأجيال القادمة ويعزز في نفوسها معاني حب الوطن وبذل الغالي فداء لعزته وكرامته .
وأخيراً .. أسال الله تعالى أن يتغمد الشهداء الأبرار بواسع رحمته ، وأن يشفي جرحانا الأبطال ويمنّ على وطننا الحبيب سورية بالأمن والسلام والاستقرار .
لقاءات : ذكاء اليوسف