تحية الصباح… حنين المسافات و أشواق الغياب

فطرية المرء هدوة سكينة في ماهية الطبع , وغنائية الذات في مهاد الروح  وجمالية الصدق في بواكير أصباح الأنفاس الناهضة دروباً توقع في مراميها وقع خطاها سلالم أعمار على مدارج الأزمنة , وهي تميد حال أغصان أماليد تنسرب بين وريقاتها نسمات , وتروح بها حيث المدى  وعلى مصاطب الحضور ثمة انعتاقٌ يفتح ذراعيه اغتباط امتلاء جمالي التعبير سعادة حروف تلامس شغاف الذات في تباريح كل وجد, ومقاربات ملامح تبرق فيها نباريس حصافة تشرّع نوافذها لكل فهم حذق تعطره أطباق أنسام تبوح بها نضارة اخضرار آمال , ويسقيها الغمام أنداء ً فياضة في رحاب واحات كل فكر نيّر يبدع حيث الجمالُ الجمال متسع خير , ونباهة ألمعية تصقلها تجارب الأيام , وتعززها خبرات السنين , وتمور بها اكتنازاً مهارات كل أداء  وما بين فطرية مسكونة بعفوية الطبع , ومعمارية في دُربة اجتهاد مدروس يرصد تعاقب الأيام , وينشد مكارم الآفاق تحط في خواطر رحلها وقد أعياها سفر , و أضناها مسير مكابدة تعب ما بين ذاتي وموضوعي حيث الواقع في جدليته ما بين إنسان وما يعتريه من ظروف , وما يمتلك من قدرات وما بين إنسان ومعطى معيش معولم تئن فيه تحديات .. لكن في انسراب الذات المسكونة في حنايا ماهيتها يفيض الحنين معتقاً في خوابي ذكريات إلى همس أمكنة ما دام مر بها تشاغل مد وجزر , إذ عبر مراياها يمر الزمن تلاوين من ذكريات , وبعض مواقف وحيثيات معطيات .

ما أكثر ما عمرتها الأيام صوغ عبارات تكتب حيوية جهد , ومشروعية أداء ما بين فرح في نجاح أو بعض تعثر في توكيد معطى , لكن رحلة الأيام هي قطار السفر السارح نحو رحابة تورق نعماء بهاء في رائعات كل غد جميل في ذاك الحنين الطافح تملياً تتورّد وجنات ذكريات غنى ممراحاً فيقوى كل حنين إلى حيث تلك المسافات وما بين ذاك الحنين المتقدة جذاهُ و أصورة الأمكنة النابهة خمائل تزفها أنغام الدُّنا أصالة كل جمال نبيل راقٍ , ثمة ما تنهض إطلالات فِكرٍ و أفكار , هي مواسم من حذاقة كل فهم على بيادر الغياب . لكنها في وعي البصيرة تنبض بالحياة معالم تقص سرديات الحضور , وتسمع بعوالم كينونتها راقيات نفحُها عبقاً تنتشي به أنفاس الحضور , ويتباهى به الغياب الذي تجتهد به مسارات الدروب , ومعطيات الظروف  لكنه الغياب المجازي ضمن واقع حال , وانبساط مآلات , وحتى لو كان حقيقياً ففي غنائية الحنايا والضلوع هو متاعب أسى , لكنه في تجذر كل أصالة لمعنى قدر وقيمة , ووقدة عاطفة , وسرح مشاعر بوح ضياء رأد الضحى عناق , هو نور إلى نور إنها ضفار مجدولة على كتفي الزمان ما بين حنين إلى مسافات و أشواق غياب ترسم بعض مزركشات حيث العقل ُوالوجدان وقطار الأيام , ومحطات السفر , والحل والترحال , والكد و نشوة الظفر في قطاف كل جهد , وسعادة الرؤى في كل تجوال يلوّح بألف وردة في مساكب نجاحات إنه الحنين الدافئ الذي يجافيه كل صقيع , فلا يدانيه كدر , أو تنال منه مسافات . وهو ذاك الشوق المتأصل في رحاب النفس ودنيا الأشواق يتساوق حال سامقات تضرب جذورها عميقاً في مدارج السفوح , وتعلو بأغصانها باذخة تحاكيها الذرا ألقاً نبالة كل بهاء يصقله كل جمال فيستريح الغياب على أكف الأيام صنو قمر هيولاه ضياء , وحنين مداه كل مدى .

نزار بدّور

 

المزيد...
آخر الأخبار