في عام 1946حققنا الجلاء بعد نصف قرن من الاحتلال الفرنسي الذي جاء في ظل اتفاقية سايكس-بيكو،وقبلها حققنا الجلاء من الاحتلال العثماني الذي اسماه البعض بالخلافة العثمانية من أجل إعطاء صيغة مختلفة عن الاحتلالات التي تعرضت لها الأرض العربية بشكل عام والأرض السورية بشكل خاص والتي كانت ولاتزال في مقدمة المطامع لكل أشكال الاستعمار التي شهدتها المنطقة.
وفي مواجهة كل الأشكال والصيغ، كان الدم السوري حاضراً على الدوام كثمن باهظ لتحرير الأرض وتحقيق الاستقلال الذي لم يكن كاملاً لولا تضحيات أبناء سورية الذين أشعلوا الأرض تحت أقدام المستعمر الفرنسي الذي اضطر للاستجابة لمطالب الشعب بالاستقلال ونيل الحرية،والمحتل الفرنسي لم يكن ليعطي المراد لولا الثورات التي زلزلت كيانه وأرعبت جنده، ففي كل يوم كانت تشتعل ثورة هذا باعتراف المحتل الفرنسي الذي وجد أنه من الأفضل له ترك هذا البلد والرحيل حفاظاً على ماء وجهه الذي سقطت عنه كل الأقنعة.
ولأن مطامع المستعمرين بالأرض العربية السورية ما تزال قائمة ،استقدموا الإرهاب الذي اعتمدوه كصيغة محدثة للغزو دون خسائر في الأرواح بالنسبة لقوات الدول الغازية، هو غزو مأجور مادياً تحت شعارات لاتقل زيفاً عن سابقاتها، جاؤوا من جديد تحت شعارات الحرية وحقوق الإنسان وتخليص الشعوب من الظلم عبر قتل أكبر عدد من أبناء هذه الشعوب الذين يرفضون الانصياع والانقياد وراء الإملاءات الغربية التي تهدف لتدمير الأوطان بالتعاون بين بعض أبناء هذه الأوطان والإرهابيين الذي استقدموهم من كل أرجاء المعمورة.
ونحن نحتفل بالذكرى السنوية لعيد الجلاء إنما نجدد العزيمة والعهد على إنجاز الاستقلال الأكبر الذي يعني تحرير كل شبر من أرض الوطن المحتلة وتطهير كل ذرة تراب من المساحة الجغرافية لسورية ،وكما حررنا سورية بدماء الشهداء سوف نحررها أيضا بنفس السلاح الذي أثبت أنه الأمضى في مواجهة القوى الغاشمة ،هذا هو قدرنا وهذا هو سلاحنا الذي هزم كل القوى ومهما كان العدد فلن نبخل طالما بقيت الأمهات السوريات قادرات على الإنجاب ،ومهما كان حجم التآمر والإرهاب فالمستقبل دائما للطالبين للحرية المستعدين لتقديم كل شيء من أجلها فكيف إذا كان دماً.
عادل الأحمد