لذة مشوبة بالألم والمعاناة تعيشها وأنت في أتون زحمة الأسواق – قبل عيد الفطر السعيد – حيث لا تجد موطئ قدم تخطو بها بأمان داخل المحال الشعبية أو ذات النجوم بدون نكز أو تدافش من هنا وهناك إلى درجة أنه قد تلتبس عليك الأزمة ولا تستوعب ما يجري ، فالسوق ليس بحنون وخارج عن كل منطق وقانون ، لا حماة مستهلك ولا هم يحزنون المتسوقون أصناف فالكثير من المواطنين المتزاحمين يتفرجون فقط….الفرجة ببلاش ويسألون ولا يشترون ، مقيدون بطلبات أولادهم فالأسعار جنون ….راتب الموظف يعادل سعر كنزة وبنطلون …. كسوة العيد باتت رفاهية وحلماً أكبر من أن يتحقق ، وهؤلاء لا أحد يسأل عن دموع أطفالهم التي تتلقفها أكمام قمصانهم بصمت ، أغلبهم يعيدون العيد بأحذية وألبسة العيد السابق والذي قبله المهم أن القياسات يتم تبادلها بين الأكبر والأصغر والناتج ربما شراء قطعة أو قطعتين ترمم النقص بأقل الخسائر وبما يتوفر بين الأيدي وكأن العيد لا يعني هذه الفئة من الفقراء ….
وحيال مشهد يشبه ليلة الحشر – وفق ما يتم وصفها – تلتمس كذلك فروقات وشروخاً مجتمعية واضحة المعالم حتى وكأن الأزمة الاقتصادية يعيشها ناس وناس يعني الناس هنا طبقات ، الأزمة وسعتها وعززتها وفتحت أبواباً واسعة بوجه بعضها… فتجار الأزمات في كل عرس لهم قرص ، وهؤلاء لن تعييهم أسعار السوق ولم ولن يشعروا شعور من أضنته مسيرة البحث عن كسوة رخيصة لأبنائه …
في سوق منفلت الأسعار ولا قرار يلجم سلوك التجار الذين تخطوا حدود المنطق بأسعار خيالية متذرعين بحجج واهية ، سعر الصرف وتكاليف إنتاج وشحن و.. أعذار معظمها لا يوازي ما يقتنصوه من أرباح عالية ..
الوضع بات معقداً في ظل أوضاع معيشية كارثية ، ووفق مصدر اقتصادي مسؤول بأن الحوالات المتدفقة من المغتربين لأهاليهم وأبنائهم وأصدقائهم تخفف الضغوط المالية والمعيشية ، لكن هذا لا يعمم ولا يبرر منطق الأسعار ولا يعنى بشريحة واسعة من المواطنين الفقراء المتعففين الذين ليس لهم سند لا بالداخل ولا بالخارج حتى أنه لا يوجد همزات وصل بينهم وبين الجمعيات الخيرية ومعظمهم يقبض الفتات ، رواتب هزيلة لا تعادل قيمتها ثمن خمس ليترات زيت …
والمضحك المبكي أن معظم الجمعيات تسأل إذا كان رب البيت موظفاً يعني موظفاً لا تطاله الإعانات وحالة الفرز و المعالجة معقدة للغاية….
الألم والوجع تأصلا بالمواطن وباتت الشكوى لغير الله مذلة…
ويسأل المواطن الموجوع والمقهور إلى متى نبقى تحت وصاية التجار وأصحاب قرار بدون قرار وجمعيات خيرية همزاتها الوصل لا تصل إلا لفئة قليلة الكثير منها واسطات وأقرباء وصداقات وووو ..
حلم شدود