نصوص كثيرة على شكل (منشورات) أقرأها على صفحات الأدباء في مواقع التواصل الاجتماعي تنمُّ عن وعي فني وإلمام بشروط الإبداع وفنيَّاته, بغض النظر عن جنس هذا الفن الأدبي من ذاك ,سواء أكان قصة قصيرة جداً أو ومضة أو شعراً موزوناً ,وفي هذه النصوص اشتغال جميل على مقومات النص الأدبي التي هي جزء من مقومات النص الرقمي المستفيد من ميزات الصورة والصوت في إنتاج أدب جميل مسموع ومرئي ومقروءٍ معاً من خلال استخدام تقنية الفيديو ,وكتابة النص على مجموعة صور مختارة وتطبيق الصوت على الصور . ولكن هناك فريقاً من المتخوفين من انتشار هذا النوع من الفنون وتعميم أدب أقل جودة تحت يافطة «أدب رقمي » والتأثير سلباً على الذائقة الجمعية ,أما الحقيقة الساطعة كالشمس هي أن الحياة لا تعود للوراء ,والتكنولوجيا دخلت حياتنا من أوسع أبوابها , لذا يجب أن نكون أكثر انفتاحاً في تقبل الأشكال الجديدة للفنون بعامة ,ذلك أفضل من أن يفوتنا القطار,خاصة مع التطور التقني التكنولوجي يومياً فما هو جديد اليوم يصبح من التراث غداً,ولعل من أسوأ التعليقات في هذا المجال هو تعميم الأحكام على منتجات السوق الثقافية ,المعروضة على مواقع التواصل من قبل سدنة الثقافة الرافضين لكل جديد بحجة الخوف من دخول من لا يستحق إلى هذا السوق كما ذكرنا آنفاً،دون رقيب أي دون ناقد يقوِّم ويصحح وهذا رأي لا يجانب الخطأ ..فما العمل إذاً ؟!
يجب أن يوقن سدنة الثقافة بأن الشكل الرقمي للأدب هو تطور طبيعي تفيد منه الحياة الاقتصادية والاجتماعية واستخدامه حق للأدباء وواجب عليهم لمواكبة الجِدَّة ,وإضافة مرحلة جديدة لمراحل تطور الأدب من الشفهي ثم الكتابي وصولاً إلى الأدب الرقمي ..وهنا يجب على النقاد التصويب وإدارة الدفَّة ,فلا يجوز تسمية كل ما ينشر على مواقع التواصل بالأدب الرقمي لأن التكنولوجيا وسيلة نشر وأداة تواصل فقط ,وشروط الإبداع لا تتغير تخلقها الحياة المتطورة باستمرار .
ميمونة العلي
المزيد...