نحاول دائماً أن نبقي على توازن حياتنا المادية بصورة سليمة وفعالة حتى لا نسقط فريسة للزمن الرديء والذي يقوده ملوك الاستغلال والجشع والذين جعلوا من المواد الأساسية اللازمة لاستمراريتنا في العيش تستعر غلياناً في مراجلها بشكل يتجاوز الحدود لتتحول الى هموم عامة يشكو منها غالبية المواطنين
تغيرت الحياة وانقلبت ولكننا مازلنا نقاوم فلأن الانسان هو آلة الانجاز والتنمية والنهوض بالواقع وبما أن الحاجة أم الاختراع فقد لجأت فئة من الناس لتطوير حياتها المادية والأسرية من خلال مهن بسيطة يدوية تدر على أصحابها بعض الدخل لتسيير أمورهم اليومية فئة منتجة لا مستهلكة تساهم في صنع المنتوجات خاصة الغذائية ليقوا أنفسهم شر الحاجة والعوز المادي ، فاتجهوا لتغيير أساليب حياتهم وأنماط استهلاكهم لتوفير حياة مادية أفضل وبصورة سليمة وفعالة ، مادام لديهم الامكانات الكافية والارادة القوية للتمسك بأهداب الحياة لتوظيفها توظيفاً صحيحاً والتي غرست فيهم روح العمل الجاد لتصبح حياتهم هادرة بالعطاء والانتاج .. وبعد أن كادت تندثر تربية الدجاج والمواشي والأبقار في القرى فقد عاد أغلبية المواطنين لتربيتها ولانتاج ما يكفي حاجتهم من البيض والحليب واللحوم بينما اتجه البعض الآخر في القرى والمدن على السواء لاحياء حرف قديمة كادت تذهب هباء منثوراً، فعادت مجدداً الى الوجود فهذه الحرف بخدماتها المحدودة تستطيع ان تغلق ثغرة وتنعش روحاً وتسد رمقاً في هذه الحياة الصعبة كل ذلك حتى لاتبقى الأنظار متجهة دوماً نحو الأسواق المفتوحة للمتطلبات الكثيرة وليتحرروا خلالها من أسر الغلاء والظروف الحالية ويتصدوا للطمع والاستغلال والتلاعب بالمواصفات الصحية للسلع إذ استفحل بعبع الفساد وتعشش في النفوس المريضة دون حماية أو ضابط في تقلبات السوق ووجوهه البشعة ..
عفاف حلاس