تحية الصّباح…  عروبة الانتماء

يدون التاريخ عراقة أصالته كلماتٍ على سطور الزمان حاضر واقع معيش , ينهض مارداً يتشرب الأزل أمجاداً , ومطلول الأبد عوالم من نور تتساوق سيرورة مدى يستحث الحاضر إرادة حضور فعال لمعنى عزيمة الكينونة في معطى الوجود , ويستشرف المستقبل آفاقاً رحاباً في تعاقب أجيالٍ مداها ما بين آباء و أجداد و ذراري نشيء و أحفاد على متسع معالم أمة ضاربة الجذور في مهاد صيرورة الحضارات حيث الإنسانُ العربي والحياة , ووقع الخطا في دروب الأزمنة ما بين إعمال تفكير و اتقاد ذهن وفتوة ساعد , وناهضات أعمال خالدات حاضرة في أروقة الفكر نتاجات , و في أبهاء الجمال كل تطور , وفي نبوغ العلم والعمل وعي كل تقدم يرسم بواكيره شذرات من ضياء ذرت بها شموس العقل العربي على مر العصور في علوم نظرية و أخرى تطبيقية , وفن تعبيري احتفت به الذائقة الإنسانية ضروباً من كل إبداع , و أجناساً أدبية , لها القوافي ديوان العرب ألف روي وروي وما يربو زهو قصائد ما بين تليد وطريف في أعلام لشعراء خلدتهم أسفار الذوق الرفيع , وهزجت وتهزج لحاضر ما يشاكلها عبقرياتٌ لألمعيات نبوغ يتأصل في محرابه كلُّ سداد .

إنها أمتنا العربية إنساناً, و تراثاً , وفنوناً , وساميات قيم روحية وسردية حضور لافت في معترك كل إبداع يحط رحله كل جانب من جوانب الحياة على مدارج كل صعيد , استوت في دنياه نباهة ألق في ممراح تميز يقص حذاقة في شمولية مهارات  أكان ذلك في مقدح ذهن يعانق أعنان السحاب فطانة كل إبداع , أو دربة تحاكي هواية في ارتياد كل خبرة لمهنة أو حرفة يغنيهما الجمال سرح دهش لمقومات كياسة تستحيل فيها أنفاس الجهد نباريس ضياء تحاكي هالة قمر في إطلالة تشوف أميز لصوغ فكري عميق المحتوى , ندي البلاغة في منتج.

إنها أمتنا العربية المتجذرة بأيام خالدات في مكارم العز وشهامات القيم وسقيا كل نفح يحمل عبق الشرف الرفيع دفعاً لظلم , ومواجهة لحلكة أو ظلام أو ظالمين من غزاة ومستعمرين ومحتلين فكانت الساحات أغنيات بطولات , وكانت التضحيات شرف الانتماء لمعنى الشرف الرفيع في مقارعة قوى الشر , وكذلك في مجالس الفكر تبياناً لحق مشروع في الدفاع عن معنى الكرامة , وحصانة الوجود عبر تاريخ أمة من ماضٍ ” حطين واليرموك وغيرهما إلى تشرين ” المجد والغار , ترابط قول على فعل دعماً يختزن كل غالٍ ونفيس في سبيل مواجهة كل إرهاب ونصرة لمعنى البطولة وشهامة الأحرار وتوكيداً لقضية الحق في سيادة الدولة على سعة حقها وحقوقها , ولقضية العرب المركزية فلسطين .

هذا نهج المسار والمصير وحقيقة ثوابت التاريخ والحاضر والمستقبل لواقع الأمة في أحرارها   وسورية قلب العروبة النابض , وواسطة عقد المقاومة هي هذا الزمان المعتق بكرامة العروبة والانتماء وعياً قومياً لمعنى أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وهذه الحقيقة أضحت معلماً راسخاً كما جاء في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في مؤتمر القمة : ” أما سورية فماضيها وحاضرها , ومستقبلها  هو العروبة لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم …” . إنها سورية التي احتفت بها الجامعة العربية لما لها من عراقة في دورها التاريخي وما سيكون لها من دور في تفعيل عمل الجامعة  وهي العضو المؤسس منذ نشأتها كواحدة من سبع الدول لأول مؤتمر للجامعة , ولمركزيتها في ريادة الثوابت الوطنية والقومية , و إباء شعبها الأبي , وجيشها الباسل , وطهر نبالة مَنْ ارتقوا خلوداً في شغاف القلوب مكانة , وعلياء الفخار عزة أولئك الأبرار ولصمودها على الرغم من كل التحديات والحرب الكونية الظالمة عليها ولما لها من تميّز في كينونتها وسياستها ومواردها ومواقفها الوطنية والقومية والإنسانية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والتي هزجت لحضور سيادته في القمة أفئدة وعقول حيث سورية الدولة والقرار , والقائد و الانتصار و إشراق الحاضر على مطالع الدّنا والتاريخ يدون مكرمات لإرادة وطن فعال في قراءة متبصرة , يجسدها فعل ناهض في كل مجال حيث ساحات الحياة عربياً و إقليمياً ودولياً .

نزار بدّور

 

المزيد...
آخر الأخبار