موسم مطري بامتياز وازدياد المساحات المزروعة بعد تطهير الريف الشمالي من الإرهاب و خلو الحقول من الأمراض و درجة الحرارة المناسبة والاهتمام والمراقبة والمكافحة بأساليب علمية ..كلها عوامل ساهمت في تحقيق موسم حبوب مبشر..
ومع حلول موسم الحصاد تستمر الاستعدادات من قبل كل الجهات المعنية بمحصول الحبوب و تستنفر كل الطاقات لتحقيق أفضل إنتاجية بهدف العودة لحالة الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي , و تشهد المحافظة حالة من التأهب الكامل من قبل الجهات المتخصصة بمحاصيل الحبوب لإنجاح عملية التسويق بعد أن أقر سعر كيلو القمح 185 ل.س للكيلو الواحد و 130 ل.س لكيلو الشعير…
و مع بدء حصاد موسم الشعير و اقتراب حصاد القمح خلال الأيام القليلة المقبلة , تعمل الجهات المعنية على استلام كافة الكميات المسوقة و تنظيم عمل المراكز بشكل دقيق بما يخدم المزارعين و التدقيق في تنظيم الدور أثناء الاستلام و التدقيق في شهادات المنشأ و تدوين الكميات المسوقة فيها و مراعاة الدقة في تحليل الحبوب لإنصاف المزارعين و معالجة أي شكوى طارئة من قبل لجان الاستلام و تجهيز الاطفائيات لدرء الحرائق في حال حدوثها ,و تقديم كل التسهيلات اللازمة لإنجاح عملية التسويق و خدمة المزارعين ..
زراعة أكثـر من 35 ألف هكتار بالقمح
وذكر المهندس محمد نزيه الرفاعي مدير زراعة حمص في تصريح للعروبة أن المساحة المزروعة بالقمح السقي وصلت إلى 7593 هكتاراً وتبلغ المساحة القابلة للحصاد 7572 هكتاراً و يقدر الإنتاج الأولي 18ألفا و724 طناً , بينما وصلت المساحة المزروعة بالقمح البعل لهذا الموسم 28 ألفا و 153 هكتاراً و القابل للحصاد25 ألف و 710 هكتارات و يقدر الإنتاج الأولي 32 ألفا و 754 طناً … و بذلك تكون المساحة الكلية المزروعة بالقمح البعل و المروي على مستوى المحافظة 35 ألفا و 746 هكتاراً و تبلغ المساحة القابلة للحصاد بشكل إجمالي 33 ألفا و 282 هكتاراً و يقدر الإنتاج الأولي 51 ألفا و 478 طناً و يتوقع أن يصل المردود الفعلي إلى طن و 547 كغ من كل هكتار .
أما بالنسبة للشعير فذكر الرفاعي أن المساحة المزروعة بالشعير السقي وصلت إلى 413 هكتاراً وتبلغ المساحة القابلة للحصاد 412 هكتاراً و يقدر الإنتاج الأولي 770 طناً , بينما وصلت المساحة المزروعة بالشعير البعل لهذا الموسم 38 ألفا و 785 هكتاراً و القابل للحصاد 29 ألفا و 887 هكتاراً و يقدر الإنتاج الأولي 24 ألفا و 857 طناً … و بذلك تكون المساحة الكلية المزروعة بالشعير البعل و المروي على مستوى المحافظة وفي مناطق الاستقرار الخمسة 39 ألفا و 198 هكتاراً و تبلغ المساحة القابلة للحصاد بشكل إجمالي 30 ألفا و 299 هكتاراً و يقدر الإنتاج الأولي 25 ألفا و 627 طناً و يتوقع أن يصل المردود الفعلي إلى 846كغ من كل هكتار ..
خال من الأمراض
وأشار الرفاعي إلى أن الأمطار التي شهدتها المحافظة واستمرارها في فترات متقطعة إضافة إلى الظروف الجوية المناسبة ساعدت في تنفيذ الخطة الزراعية و تحسين نمو المحاصيل بشكل عام يبشر بموسم زراعي جيد , مؤكداً أن حقول القمح و الشعير في كل مناطق حمص خالية من أي أمراض وبائية ,و الموسم الزراعي الحالي يبشر بالخير و بإنتاج وفير ..
حسب حجم العمل
و أكد المهندس توفيق الحسن معاون مدير الزراعة أن المازوت المدعوم سيوزع على كل الآليات التي تنقل المحصول و للحصادات عن طريق بطاقة تعطى لكل حصادة مشيراً إلى أن عدد الحصادات من القياس الكبير يصل حسب إحصائيات سابقة إلى ستين لكن العدد الذي تزود بالبطاقات لغاية تاريخه وصل إلى 26 حصادة فقط ويبدو أن العدد المتبقي ما زال في طور التجهيز ….وأوضح أن كمية المازوت ستكون متناسبة مع حجم العمل ومن الممكن أن تصل إلى 260 ليتراً بشكل يومي بالنسبة للحصادات الكبيرة و حوالي 50 ليتراً للحصادات الصغيرة و التي يقدر عددها 115 حصادة ..ونوه الرفاعي أن مراقبة عمل الحصادات و متابعتها بشكل دقيق يتم من خلال الجمعيات الفلاحية ..
عودة رابطة الرستن
وعن المساحات المزروعة في الريف الشمالي ذكر رئيس الرابطة الفلاحية في الرستن سليمان عز الدين أن المساحة المزروعة بالقمح المروي تصل إلى 2740 دونماً بينما وصلت المساحة المزروعة بالقمح البعل إلى 6814 هكتاراً أما المساحة المزروعة بالشعير البعل بلغت 4300 هكتار و لا توجد أراض مزروعة بالشعير السقي.
و أكد أن الكميات المقدرة للدونم الواحد للقمح المروي تصل إلى350 كغ و أما البعل تتراوح التقديرات ما بين 250 و 300 كغ لكل دونم بينما بالنسبة للشعير تتراوح التقديرات بين 150-200 كغ للدونم الواحد ..
ويتبع لرابطة الرستن 35 جمعية فلاحية منها 25 جمعية متعددة زراعة و فلاحة و 10 متخصصة تسمين أبقار و خراف وتربية نحل في رابطة الرستن ..
متابعة عن كثب
كما أوضح المهندس نصر الحسين رئيس دائرة الوقاية في زراعة حمص أن لجاناً من دائرة الوقاية والمكافحة الحيوية والوحدات الإرشادية المنتشرة في مختلف المناطق قامت على مدار الموسم بتنفيذ جولات بشكل دوري على المساحات المزروعة لمراقبة مراحل نمو محصولي القمح والشعير و التأكد من خلوهما من الأمراض و إرشاد الفلاحين لاتخاذ الاجراءات اللازمة في حال ظهور أي أعراض مرضية في الحقول..
منوهاً أن ما تمت ملاحظته في بعض الحقول كان عبارة عن ظاهرة اصفرار تتعلق بغمر مياه الأمطار للنباتات (الغدق) خاصة الأراضي المنخفضة ,مؤكداً أن حالة المحصول في تحسن مستمر وأكد أن محصولي القمح و الشعير لم يصابا بالأمراض إلا بصدأ أصفر خفيف وهو تحت العتبة الاقتصادية و أن الإصابة بحشرة السونة كانت شبه معدومة وذلك بحسب عينات عشوائية..
خطوات احتياطية .. و الحذر واجب
وأضاف: تم التوجه إلى ضرورة الالتزام بالتوصيات والتفتيش الحقلي المستمر من قبل الفنيين المتخصصين وتوجيه المزارعين لمراجعة أقرب وحدة إرشادية لمعرفة الظواهر الغريبة والآفات المتوقعة للتدخل بالوقت المناسب وعدم استخدام المبيدات إلا بالحالات التي تحدد من قبل الفنيين بدائرة الوقاية بعد التواصل معهم..
و أكد الحسن : أنه تم التوجيه لكل المزارعين بإجراء (فلاحة) محيطة بالأراضي المزروعة تحسباً من الحرائق حيث تشهد المناطق بشكل عام نمواً عشبياً هائلاً من الممكن أن يتسبب بالحرائق و لابد من اتخاذ كافة الاحتياطات من قبل المزارعين و الروابط الفلاحية التي تقوم بعمليات القص و التعشيب في بعض الأماكن التي تقع خلفها حقول قمح متسعة المساحة بهدف حمايتها..مؤكداً أن المديرية على استعداد كامل لإرسال صهريج لأي منطقة تراسلها بحاجتها له خلال هذه الفترة..
ونوه أنه تم تخصيص أرقام للاتصال إذا دعت الحاجة من طوارئ الزراعة وطوارئ الدفاع المدني وإطفاء حمص مشيراً إلى أنه تم توجيه البلديات لتنفيذ قش خطوط النار وترك مسافات أمان.
الصوامع على أتم الاستعداد
أما بالنسبة لعمليات التسويق ذكر المهندس نضال قوجة مدير فرع السورية للحبوب بحمص أنه تم اتخاذ كافة التدابير بالتنسيق مع كل الجهات المعنية بالمسألة للوصول بعملية تسويق الموسم إلى أفضل المستويات, وضمان معالجة الصعوبات والمعوقات التي تعترض حسن سير العملية حتى استلام كل الكميات المسوقة ,و أكد أنه تم اتخاذ كافة الاستعدادات الضرورية اللازمة لإنجاح موسم الحصاد وأصبحت كافة مراكز استلام الحبوب في المحافظة جاهزة لاستقبال محصول القمح..
وأشار إلى أن المراكز الأربعة على أهبة الاستعداد لاستلام المحاصيل من المزارعين و هي صومعة حمص بسعة تخزينية تصل إلى 80 ألف طن و صومعة تلكلخ والتي تصل سعتها التخزينية إلى 60 ألف طن و صومعة شنشار بسعة تخزينية 75 ألف طن , و كلها تستلم القمح بشكل دوكما, أما صويمعة المشرفة وبسعة تخزينية تصل إلى 10 آلاف طن دوكما و 10 آلاف طن مشول حيث يتم استلام الأقماح دوكما ومشوّل لوجود مستودعات مناسبة .. و أكد أنه تم تشكيل اللجان لمتابعة عمليات الشراء في كل المراكز والتي ستتم حسب المقاييس المحددة من الوزارة …
وأضاف : إن مستودع بيع الأكياس في مركز حمص الدائم (ساريكو) جانب صومعة حمص على أتم الجاهزية لبيع الأكياس و بالكميات المناسبة .
الإكثار تعاقدت على 11 ألف دونم قمح و شعير
و من جهته أشار المهندس أحمد يوسف أحمد مدير فرع مؤسسة الإكثار أنه وضمن خطة المؤسسة للموسم الحالي تم التعاقد مع الجمعيات الفلاحية والمزارعين حسب خطة الترخيص الصادر عن مديرية الزراعة ممن تتحقق في أراضيهم الشروط الخاصة بالتعاقد بهدف تأمين البذار للموسم القادم للحصول على بذار معتمد وتم التعاقد مع المؤسسة على 4700 دونم قمح لإنتاج 1700 طن بالإضافة إلى 6700 دونم شعير لإنتاج ألف طن حيث تمركزت الأراضي في قطاع الريف الشمالي و قرى القصير و بعض من قرى المركز الشرقي ,وسيتم استلام المحصول مشوّل حصراً في الصوامع التابعة لمركز الحبوب القديم بسعر 185 ل.س يضاف إليه مكافأة إكثار بذار .
وأشار الأحمد إلى أن عمليات الإشراف والمتابعة و المراقبة تمت بشكل دقيق جداً من قبل مهندسي وفنيي المؤسسة حصراً ,بدءاً من عمليات الزراعة إلى العناية ومكافحة الأمراض , تليها عمليات التنقية الدقيقة و التي يتم فيها استبعاد كافة الأصناف و الأجناس الغريبة الموجودة ضمن الصنف المزروع بحيث يتم الوصول إلى نقاوة صنفية 100% .. وعندما تُرفض المحاصيل من الإكثار تحول لمؤسسة الحبوب و تُشترى أصولاً .
وأشار إلى أن الهدف الأساسي لعمل الفرع هو حفظ أصناف القمح السوري وذلك من خلال (مشروع نويات) أو (الحفاظ على الأصناف للقمح السوري) حيث يزود مركز البحوث العلمية فرع المؤسسة بأنواع صنفية محددة نقية 100% ليتم إكثارها و الحفاظ عليها..
للاتحاد دور إيجابي
و أكد رئيس اتحاد فلاحي حمص يحيى السقا أن الاتحاد كان و عن طريق رؤساء الروابط و الجمعيات على تواصل دائم و مستمر مع كافة الجهات المعنية بتسويق الحبوب وتمت مناقشة كل الوسائل الممكنة خلال عدة اجتماعات عقدت مع كل أفراد الأسرة الزراعية ليكون دورها إيجابياً بالكامل ..
وأضاف تم إبلاغ كل الروابط الفلاحية بضرورة متابعة عمل الحصادات التي ستعمل و أن تحصل على بطاقات لتزويدها بالمازوت الزراعي كما سيتم رفد الاتحاد بجداول من قبل رؤساء الجمعيات الفلاحية بأرقام السيارات التي ستنقل الحبوب لتزويدها بالمحروقات ..
وأضاف :تم تشكيل لجان لمتابعة موضوع الحرائق و تجنبها قدر الإمكان و أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع أي حريق سيؤدي لخسائر, و إبلاغ رؤساء الروابط أن الأكياس جاهزة بالمصارف الزراعية ..
و أضاف السقا: أعدت عدة مذكرات وجهت للاتحاد العام تطالب باستلام القمح المرفوض من قبل مؤسسة الاعلاف بسعر الشعير و بشكل مباشر من المراكز ذاتها عن طريق سيارات تابعة للمؤسسة ..
خطوة شديدة المرونة
وفي خطوة استباقية وشديدة المرونة حوّل مصرف سورية المركزي مبلغ 25 مليار ليرة سورية، إلى حساب المؤسسة السورية للحبوب كدفعة أولى في سياق الاستعدادات لاستلام محصول القمح وتسديد ثمنه للفلاحين مباشرة..
و أكد محمد الأحمد مدير فرع المصرف الزراعي بحمص أنه تم رصد وتأمين المبالغ اللازمة لهذه الغاية , والإيعاز لكافة الجهات المعنية بتأمين مستلزمات الحصاد من محروقات وآليات وأكياس خيش وغيرها وتم تجهيز كافة المراكز لتكون على أتم الاستعداد لاستلام الإنتاج المتوقع والذي يبشر بموسم وفير.
وعن آلية صرف قيم الحاصلات الزراعية من القمح والشعير أكد الأحمد أن القيم تصرف بأسرع ما يمكن حيث يقوم المزارع سواء بالقطاع الخاص أو التعاوني (الجمعيات الفلاحية) بتسليم محصوله إلى إحدى المؤسسات التالية (مؤسسة الحبوب أو مؤسسة الأعلاف أو مؤسسة إكثار البذار) و ذلك بالمراكز المخصصة , والتي تقوم بدورها بتنظيم قوائم بأسماء المزارعين و المبالغ المستحقة لهم وموافاة فروع المصرف الزراعي بالمحافظة في حمص و تلكلخ و القصير و المخرم و الرستن بهذه القوائم حيث يتم فرزها حسب القطاعات (خاص – تعاوني).
و أضاف: يستلم المزارع بالقطاع الخاص الاستحقاقات شخصياً أو عن طريق وكيل قانوني..
أما المزارعون بالقطاع التعاوني فتقوم الجمعيات الفلاحية ممثلة برئيس الجمعية و المحاسب و المشرف (وهم المفوضون أصولاً من اتحاد الفلاحين) بقبض المبالغ بتنظيم جداول خاصة بالقوائم الواردة و مبالغ الأعضاء التعاونيين و من ثم استلامها من صندوق المصرف مباشرة .
علماً أن المصرف يقوم بصرف المبالغ فور تحويل القوائم و حضور صاحب الاستحقاق دون أي تأخير مشيراً إلى أن سعر كيلو القمح يبلغ 185 ل.س بزيادة عشر ليرات عن سعره في العام الماضي و سعر كيلو الشعير 130 ل.س .
أخيراً
يستبشر المواطنون و الفلاحون بموسم خيّر يحقق دعماً اقتصادياً فعلياً على المستوى الفردي و الوطني , و على أمل أن تكلل هذه الجهود بكميات جيدة و أن يتم تسويق كل حبة قمح إلى الصوامع ,و إيجاد طريقة لحل مشكلة كميات الأقماح المرفوضة و استجرارها كعلف من مواقع المراكز و بسعر الشعير…
هنادي سلامة – محمد بلول