“المذابح النذرية ” من طقوس الحياة التدمرية القديمة

كان التدمريون القدماء يحتفلون بذكرى عيد معين أو حدث هام في حياة الشخص الذي يقدم من خلالها المذابح النذرية في عدد كبير من المعابد التدمرية حيث يحمل المذبح المنحوت من الحجر ويقدم إهداء لأحد الآلهة منقوشا عليه كتابة بلغة تدمرية من الصعب فك رموزها .
وأوضح باحث الآثار الدكتور خليل الحريري في حديث لـ”العروبة” أنه اكتشف في تدمر ما يزيد عن ٣٠٠ مذبح نذري معظمها ذات حجم صغير مخصصة لتقديم القرابين المتمثلة بمشهد حبيبات البخور التي يتم حرقها و تقدم كنذور من المتعبدين التدمريين للإله المجهول من أجل التقرب إليه والتبرك والرحمة لافتا أن أبرز هذه القرابين كانت تقدم لإله نبع أفقا من أجل أن يبقى هذا النبع معطاء بمياهه وديمومته دون انقطاع حيث اكتشفت أغلب المذابح النذرية في نبع أفقا ومحيطه وأن أحد هذه المذابح نقش عليه كتابة تدمرية ترجمتها ( إلى الذي تبارك اسمه إلى الأبد الرحمن الرحيم ) من أجل الشكر على وجود نعمة المياه .
كما نجد الأمثلة على هذه المذابح النذرية في متحف تدمر، وفي العديد من نقاط الموقع فهذه المذابح المنحوتة من الحجر القاسي تكون مجهزة عند القمة بتجويف لأنها كانت تقدم عليها القرابين ( الذبائح) كما كان يحرق فيها البخور.
مؤكدا أن المذابح النذرية يعود تاريخها للقرون الثلاثةً الميلادية الأولى، ويعتبر القرن الثالث هو الأكثر غنى بينها، وذلك إشارة على تطور الديانة التدمرية نحو صلة أكثر مباشرة مع آلهة أصبحت أكثر تجريداً وأكثر قرباً لدى التدمريين.
عدنان الخطيب
المزيد...
آخر الأخبار