أبطال ، احترفوا المواجهة وامتهنوا تحطيم المستحيل، أشداء لا يحنوا رؤوسهم هم للمجد والبطولة عنوان ..اسألوا عنهم الأرض التي رووها بدمائهم وافتدوها بالأرواح فكانوا الأوفياء يوم الفداء ..
اسألوا راية الكرامة والعنفوان وهي ترفرف في سماء سورية الصامدة المقاومة والمنتصرة .. اسألوا كيف تحطّم الإرهاب ورعاته تحت أقدام حماة الوطن ومصدر الفخار وعرين الشجاعة والبطولة .. ، جراحهم تبشّر بالنصر وبانبلاج الصبح مهما استعرت المعركة ومهما استشرس الأعداء وتمادوا في غيّهم وإرهابهم ..
جراحهم شعلة حمراء يستنير بها من يريد أن يتعلم معنى التضحية والفداء ويسير على طريق النصر والأمان … أوسمة فخر واعتزاز على صدور السوريين جميعاً ..
بكل محبة وفخر تواصل جريدة العروبة لقاءاتها مع الجرحى الأبطال الذين أكدوا اعتزازهم بانتمائهم لوطن الأبجدية والحضارة واستعدادهم للتضحية بكل قطرة دم من دمائهم الزكية للقضاء على الإرهاب وشروره
الجريح البطل ناصر يوسف جمعة :
سورية ولاّدة الفرسان
تضحيات أزهرت عزاً وفخراً وكرامة ، وسيّجت حدود الوطن بلون الغار ، لترتفع الراية وتعلن نصر سورية المعمد بدماء الشرفاء الميامين والمكلل بجراحهم الكريمة الطاهرة ، قصص بطولاتهم مكتوبة بالدماء الزكية ، حموا حدود الوطن من أي اعتداء وصنعوا بتضحياتهم أطواق حب له ..
من هؤلاء الأبطال .. الجريح ناصر يوسف جمعة الذي حدثنا قائلاً :إن هدف الأعداء الرئيسي هو تدمير سورية لصالح مشاريع استثمارية عالمية التي لا ترى إمكانية تحقيق أهدافها في التوسع والهيمنة مع وجود سورية القوية ، فكانت المؤامرة الكبرى على بلدنا ,لكن سورية بقيت قلعة الصمود بقيادتها الشامخة ، محافظة على سيادتها وكرامتها في وجه أعداء الفكر الإنساني ، ولادة لفرسان وعلماء يخطّون بفكرهم ونهجهم التاريخ والمستقبل ..
وأضاف : في بداية الحرب كنت في رحبة قطينة ، تعرضت مع الأبطال للكثير من المواجهات مع الإرهابيين وفي عام 2011 قامت العصابات المسلحة القادمة من آبل وتل الشور بشن هجوم عنيف على الرحبة ، تصدينا للهجوم وأفشلنا مخططهم ومآربهم ..
وقفت مع الأبطال في وجه الطغيان بالقصير ، خضنا معارك عنيفة ضد العصابات الهمجية حتى التحرير ولعلّ أقسى المعارك – معركة المباركية – فما زال قلبي يخفق مع أبطال سكنوه وغادروا إلى العلياء والنور فكانوا في منزلة الأطهار والصديقين، اسمحوا لي أن أذكر قول أحدهم: إياكم واليأس فإنه يضعف الهمّة, و يهدر الكرامة كل الرحمة لأرواحهم الطاهرة .
بعد القصير خضنا معارك الشرف والتطهير في كفرعايا وجوبر .. وشاركت في الكثير من المعارك في دير بعلبة – الخالدية – تدمر – الوعر – البوكمال – حلب – دمشق – اللاذقية قاتلنا بشجاعة الأسود لنحمي العرين ونقضي على كل خائن وعميل، حاربنا و يقيننا النصر في هذه الحرب التي تكالبت فيها قوى الشر العالمية علينا في محاولة للنيل من صمودنا ووحدتنا واستقلالنا .
بتاريخ 8/12/2013 وفي مهمة مؤازرة لصد هجوم إرهابي على قرية المزرعة أصابني رصاص الحقد الإرهابي في بطني ويدي ، أسعفني الأبطال إلى المشفى ، وقام الأطباء بإجراء ثلاث عمليات جراحية متتالية لكن يدي بقيت عاجزة .. ازددت صلابة وقوة لأن دم الشهداء الذي روى تراب أرض الوطن هو أمانة في أعناقنا وأعطانا القوة والثقة بالنصر الذي نسير إليه..
وها أنا أزرع في نفوس أولادي – يزن ويوسف وعلي حب الوطن والسير على النهج نفسه، لقهر العدو والقضاء عليه فنحن أصحاب حق ندافع عن أرضنا وعرضنا وأبناء شعبنا ونواجه أعداء الحق والنور .
الجريح البطل حسن خليل الجدوع:
نحن النصر والغار
في ساحات الوغى نزفت أجسادهم دماء طاهرة ,حبات التراب التي ارتوت بدمائهم الزكية تحكي قصص البطولة والفداء ، ستبقى جراحهم تروي ملاحم بطولاتهم في أرض الميدان المليئة صموداً وعقيدة وايماناً بوطن اعتاد إنجاب الأبطال .
لكم أيها الحماة يامن تسيجون بتفانيكم حدود الوطن ، لكم حبنا ودعواتنا بالخير والنصر والتعافي والسلام ..
ومن أجلك أيها البطل حسن خليل الجدوع تتعانق الكلمة والريشة وتنغمس بطهر جراحك لتروي لنا حكاية الجرح..
يحدثنا الجريح البطل حسن خليل الجدوع قائلاً : في سورية الأبية كل مواطن منا مشروع شهادة وصرخة شجاعة تقول : نحن فداؤك يا وطني لأجلك نستبسل نقاتل ننتصر ونستشهد
كل الانتصارات والانجازات تسمو بذكر الشهداء الأبرار والجرحى,فلولاهم لما انتصرت قضيتنا ولما حفظت كرامتنا، هم الذين أقسموا أن تزهر الأحجار شقائق حمراء ويشرب التراب من أريج الدماء ..
ظن المتآمرون أن رجال الوطن قد ينحنون وتخيفهم أصوات الأشرار … لم يلمسوا الاصرار عند شبابنا وعيونهم التي تسير صوب الخلود .. جنود رهن الإشارة أباة النفوس , النصر معنا نحن من دحرنا جيوش المعتدين, وشتتنا جموعهم وجعلنا بوارجهم رمادا, نحن النصر والغار .. بأي موت جاء الباغي يهددنا ونحن من نسقي الأعداء منيتهم ونعشق الموت إن لاحت منايانا .
حملت سلاحي بيميني وشعاري في قلبي النصر أو الشهادة خضت مع الأبطال اعنف وأعتى المعارك ضد العصابات الإرهابية في الخالدية –الوعر –القلمون –يبرود –مهين –تدمر – القريتين – بابا عمرو –الدار الكبيرة – القرابيص ..
تمكنا من قهر الارهاب والتغلب عليه فإيماننا بالنصر راسخ رسوخ الجبال ، بذلنا الكثير في التضحية والفداء وأداء الواجب وما قدمناه لوطننا هو واجب مقدس ، فنحن ندافع عن أنفسنا وعرضنا وأرضنا ، والوطن الذي يقوده قائد مقدام يستحق التضحية بالأرواح .
وفي مهمة مع رفاقي الأبطال في حي الوعر صمدنا لحصارٍ دام أسبوعا كبدنا الإرهابيين خسائر في الأرواح والعتاد لم نستسلم لرعيد قذائفهم ولا لجوع أو عطش .. ولحصار آخر في حي القرابيص لم يثننا عن المضي قدماً في طريق النصر ..
ويتابع البطل حسن حديثه مع ابتسامة فخر ونصر .. في عام 2014 تعرضت لاصابة بطلق ناري في القدم اليمنى وشظايا متفرقة في أنحاء جسدي وذلك في معارك يبرود ضد العصابات الظلامية أسعفت الى مشفى قارة ووضعوني في البراد ظناً منهم أني استشهدت بعد نصف ساعة فتح الطبيب البراد أجرى لي ما يلزم من إسعافات ثم نقلت إلى مشفى بحمص وهناك أجرى لي الأطباء العمليات الجراحية ، بعد أقل من شهر لم أحتمل المكوث في الفراش ورفاقي الأبطال يخوضون لظى المعارك وبينهم الجريح والشهيد ، عقدت العزم بالعودة الى معارك القريتين وشاركت الأبطال في التصدي والقتال ، لكن الجروح والكسور عادت تئن وتدهورت حالتي الصحية التي أجبرتني على العودة وإتمام النقاهة هذه الإصابة زادتني إصرارا لدحر العدوان الغادر ، لذلك عدت لتنفيذ المهام القتالية ومواجهة أعداء الحياة والنور ، بتاريخ 10/4/2016 اشتدت نيران المعارك في خربة الناقور – بإدلب بعد أن هاجمت النقطة التي نتمركز فيها قطعان من العصابات الارهابية أصبت بيدي وانفجرت قذيفة هاون أمامي دخلت الشظايا في أنحاء جسدي ، تمكن الأبطال من انقاذي، بقيت في المشفى اربعة أشهر ونصف أجرى لي الأطباء الكثير من العمليات وقدموا كامل الرعاية والعناية ، أدت الإصابة إلى بتر يدي اليمنى وضرب أعصاب في اليسرى إضافة إلى بقاء بعض الشظايا في البطن والظهر وكسر القدمين ، صحيح أن نسبة العجز عندي كبيرة إلا أني لست بعاجز، جراحي الراعفة تزيد الفجر شقشقة ويقيناً بأن خضرة مروج الأمل عصية على فأس حطاب الأحلام – مصاصي الدماء – جراحي هي كرامتي وعزتي وفخري ..
الجريح البطل علاء جهاد عساف:
ستبقى سورية قلب العروبة النابض
رجال الميدان راياتهم ترفرف في الأعالي وعزيمتهم لا تفتر ولا تلين.. رجال الجيش العربي السوري الواقفون في عين الردى ، يدافعون عن الحمى ويذودون عن حياض الوطن … وهم مؤمنون بأن كلمة الهزيمة غير واردة في قاموسنا وأن لا خيار أمامنا في هذه الحرب سوى الانتصار .. فعلموا الدنيا أن الرجال بأفعالها وأن الارادة والشجاعة تصنع المعجزات حتى غدوا القدوة في البطولة والإباء…
اليكم يا رجال سورية تخفق القلوب وتنبض بذكركم وببطولاتكم ولقطرات دمك النازف أيها البطل علاء جهاد عساف كل المحبة والتحية والاكبار .
يحدثنا البطل علاء مطولاً عن المهارة القتالية العالية لرفاقه في ساحات المعارك وثقتهم الكبيرة بالنصر على الارهاب وعن إصاباته ..يقول :إننا نقوم بواجبنا في الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين فمن يحمل السلاح ويوجهه الى صدور المدنيين الأبرياء وإلى رجال جيشنا ويقوم بأعمال الترويع والتخريب والقتل وتدمير المنشآت والممتلكات العامة والخاصة من الطبيعي أن يتم التصدي له بكل حزم ومنعه من الاستمرار بغيه ووضع حد لأعمال القتل والتخريب التي ينفذها المسلحون المرتبطون بالخارج وهذا ما يتم على أرض الواقع.
وأضاف : إن أبناء سورية مصممون على الثبات والتصدي للارهاب بكل أشكاله وألوانه ومسمياته مهما تعددت مصادره ولن يكون نصيب ما تبقى من عصابات قتل وإجرام بأفضل من نصيب ما سبقها وستبقى سورية رغم أنوفهم جميعاً بلد الأمن والأمان والطمأنينة والسلام وقلب العروبة النابض بكل مقومات السيادة والكرامة. لقد تصدى جيشنا الباسل لأخطر مخطط استعماري غربي تتعرض له المنطقة والمنفذ من قبل عملاء وأطراف إقليمية ودولية ، المعركة واحدة في كل الدول التي اجتاحتها رياح الربيع المسمومة , ربيع القتل والذبح والتهجير والتفجير … معركة خيارات بين من يريد الاستسلام والتوسل والتنعم بالهزيمة وبين من يريد صنع الانتصارات, وهيهات منا المذلة هاهم أبطال سورية على جميع الجبهات يصنعون يوم النصر يوم يميز الحق من الباطل .
كان لي شرف المشاركة في الأعمال القتالية ضد المجموعات الإرهابية , كنت كجميع الأبطال على قدر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقنا فكنا أهلاً للأمانة في مواجهة الإرهاب التكفيري والمشروع الاستعماري , مجسدين كل معاني الصمود والتضحية والفداء في سبيل عزة وطننا وكرامة شعبنا الأبي ..
في كراج العباسيين بدمشق تمكنا من صد هجوم عنيف للمسلحين وكبدناهم خسائر جسام في العتاد والأرواح .. صمدنا في وجه حصارهم الفاشل لثمانية أيام أفشلنا خطتهم بصمودنا البطولي .. تقهقرت قواهم ولاذ بالفرار من بقي منهم بعد قدوم الأبطال في مؤازرة لنا وفك الحصار .
شاركت الأبطال في معارك حرستا ضد العصابات الظلامية وتعرضت للإصابة بشظايا قذائف وما إن تماثلت جراحي للشفاء عدت إلى أرض المعارك .. أرض الرجولة والبطولة ..
خضنا أعنف المعارك في الغوطة الشرقية ، في حوش الضواهر لقّنا العصابات الشيطانية درساً لن تنساه ، فنحن رجال المعجزات وحرّاس الضياء . بتاريخ 1/2/2017 في حوش نصري بالغوطة الشرقية أيضاً ، حاول المسلحون التسلل إلى بعض المواقع ، دارت معركة حاسمة كانت إصابتي بشظايا في الكتف والظهر وكسر في القدم وشظايا في الرأس تمكن الرفاق الأبطال من إسعافي مع الجرحى إلى المشفى أجرى لي الأطباء ما يلزم من عمليات جراحية ، لم أحتمل الصبر حتى شفاء جراحي ، عدت للالتحاق مع الأبطال إلى الغوطة وبقيت حتى تحريرها من دنس العصابات المجرمة ..
وأخيراً أود أن أقول: جراحي وسام فخر وشرف ، واعتزازي أكبر كوني ابن شهيد من شهداء الوطن الأبرار وشقيقاً لاثنين من الجرحى الأبطال ..
كل الرحمة للأرواح الطاهرة .. لشهداء الوطن العظام ، والدعاء لشفاء جراح الأبطال .. وكل الشكر لكم جريدة العروبة وأنتم تنسجون من خيوط الجراح أسمى مراتب الحب ، وترسمون أحلى الحكايات لكواكب مضت إلى العلا .. والتحية الأكبر للوطن الأغلى سورية..
أجرت اللقاءات : ذكاء اليوسف