محطات نعبرها إلى الأمام فقط الزمن واحد منذ قديم الأزل وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا وفي وقفة مع أيامه وشهوره وسنيه نجد أنها ذات معان ودلالات في سياق التعامل معها ككلمات في اللغة العربية, ولكل منها جذره الذي اشتقت منه وأصله الذي تنتمي إليه ولا بد من وقفة أولى مع ورودها في المصادر القديمة . اليوم كلمة عربية قديمة مأخوذة من ( يومو ) في الأكادية وجمعها أيام وجمع الجمع أياديم وهو الفترة الزمنية الواقعة بين طلوع الشمس وغروبها وفي اللغة السريانية ( يوما ) وفي الآشورية ( أمنو )أما في لغات الحبشة وجنوب أفريقيا والجزيرة العربية ( يوم ) . وقد وردت هذه الكلمة أكثر من عشرين مرة في القرآن الكريم . كما وردت بمعنى الهلال والقمر قال ذو الرمة : فأصبح أجلى الطرف ما يستزيده يرى الشهر قبل الناس وهو نحيل , أما الأيام في الجاهلية فكانت أسماؤها : الأحد أول والاثنين أهون أو أوهد والثلاثاء جبار والأربعاء دبار والخميس مؤنس والجمعة عروبة والسبت شيار..
ومن ذكر كلمة اليوم نورد الأمثلة التالية : يقول زهير بن أبي سلمى مذكراً أن كل شيء سيكون في ميزان الحساب : يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم الحساب أو يعجل فينقم أما امرؤ القيس صاحب المقولة المشهورة اليوم خمر وغدا أمر فيقول : خليلي ما في اليوم مصحى لشارب/ ولا في غد إذ كان ما كان مشرب كما يذكر النابغة عند مدحه للغساسنة فيقول : رقاق النعال طيب حجراتهم يحيون بالريحان يوم السباسب .
وكما أسلفنا فقد تدل كلمة يوم على حدث ما حصل مع الشاعركقول امرىء القيس : ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة فقالت لك الويلات إنك مرجلي أو يدل على قضية حصلت في حياته وقد تكون من القضايا الجميلة فقد دخلت ماوية على هيئة أمة على ثلاثة شعراء وكانوا قد طلبوا يدها فأطعمها النبيتي والنابغة أشياء تافهة أما حاتم فأطعمها من أحسن الطعام فتزوجته فقال : أماوي إني لا أقول لسائل إذا جاء يوماً حل في مالنا نذر/ وفي مكان آخر يقول زهير بن أبي سلمى متحدثا عن الأيام في نظرة تشاؤميه بعد أن أصبح من العمر عتياً وقد سئم من الحياة يقول : سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم هو الزمن بعناوينه ومحطاته التي ماهي إلا نهر جار وما أعمارنا فيه إلا لحظات قصيرة جدا فهل من اعتبار.
شلاش الضاهر