ألقيت هذه القصيدة في الذكرى السنوية لاستشهاد المهندس بسام مصلى خلال تكريم ذويه في منزله ,ومن الجدير بالذكر أن الشهيد بسام مصلى نزل من سيارته لينقذ تلامذة مدرسة عكرمة المخزومي عندما ضربها الإرهاب بتفجيرين مزدوجين فاستشهد في التفجير الثاني وهو شهيد الواجب والضمير .
قهرت الموت فانبلج الصباح
لتفتح للعلا فمها الجراح
ربحت المجد يا بسام خلداً
بك الأوطان تسمو والكفاح
فطاشت رمية من كف وغد
لئيم النفس ليس له انشراح
ومزقت الفؤاد وكان قبلاً
خضماً مائجاً فيه الصلاح
فحلق للعلا وجه صبوح
به الإكبار يومض والفلاح
فضرجت الدماء جبين ليث
ذكي والضياء له انفتاح
وعربدت المنون ولم تبال
وراحت تلثم الجرح الصفاح
أيا بسام حسبك كنت ترجو
علواً والعلا هدف متاح
أراك بمسمعي بفمي بنبضي
بأنفاسي تقطعها الرماح
وإن حمّ القضاء فأنت نجم
تشع بك الأماكن والبطاح
أترحل؟ كيف لم ترسل وداعاً ؟
أزاهير البطولة منك فاحوا
بعدت فلم تزد إلا اقتراباً
اصيل النفس معدنها صراح
وغردت الجراح فمادهاها؟
أعن طرب يجاريها الصداح ؟
وذلك شأن من طلب المعالي
له في الموت فخر وارتياح
فما انطفأ الضياء ولاتوارى
وليس الفجر يحجبه وشاح
شهيد الحق ذكرك ليس يبلى
على مر الدهور له رواح
شربت الموت كالظمآن عذباً
كأن الموت مورده قراح
فذكر الخالدين مقال صدق
لأجيال هواها مستباح
فما موت العظام بكل عصر
سوى عمر لأحفاد يراح
و ما حلم الطغاة سوى سراب
وليس لليلهم ابداً صباح
فهل نبغي البكاء على شهيد
تهب من الجنان له رياح ؟
أبثك ما بقلبي من فخار
وآيات لعزتها فلاح
مقيم لايزعزعك رحيل
بدنيانا وليس له انزياح
نهاية مارد فيها انتصار
وليس له على الدنيا انبطاح
واقسم أنت في عيني حي
ولي قسم كما تدري سلاح
نبيل باخص