أعضاء البرلمان أمام أصعب امتحان…

دون سابق إنذار وبلا مقدمات دعوة لأعضاء مجلس الشعب لعقد جلسة استثنائية اليوم لدراسة ومناقشة الواقع الاقتصادي والمعيشي وسعر صرف الليرة السورية.

وللعلم فإن دعوة البرلمان للانعقاد وفق الدستور لا تتم إلا بحالات ثلاث الأولى طلب مقدم من رئيس الجمهورية والثانية مقدم من ثلثي أعضاء مجلس الشعب والحالة الثالثة بطلب من مكتب المجلس وهنا لابد من الوقوف مطولا عند هذه الدعوة التي جاءت بنظر البعض متأخرة والبعض يقول وإن جاءت متأخرة خير من ألا تأتي ، وأهمية هذه الدعوة تكمن في صعوبة الوضع المتمثل بالارتفاع الجنوني للأسعار وغياب الرقابة والمحاسبة وارتفاع سعر الصرف ومع كل ذلك بقي راتب الموظف على حاله على الرغم من الآمال الكبيرة و حالة الترقب  بزيادة الرواتب والأجور مما أشعل لهيب الأسعار وأضعف القوة الشرائية وضربت الأسواق حالة من الجمود وانخفاض مستوى دخل الفرد ومع كل هذا لم تتحرك الحكومة فمن واجبها البحث وإيجاد البدائل بكافة السبل والوسائل.

انطلاقاً من كل ما سبق كان لزاماً على من يمثلون الشعب التحرك السريع وعقد جلسات مفتوحة  لممارسة حقهم الدستوري في محاسبة المقصرين … وأن هذه الحكومة لم تتمكن ولأسباب متعددة باتت معروفة للجميع من تحسين الوضع المعيشي للمواطن الذي باتت جل مطالبه لقمة عيش أولاده ويحلم بتأمين ساعة كهرباء متواصلة وملء خزان بيته بالمياه..

يوم الاثنين ليس كبقية الأيام فهو يوم امتحان لمن يمثلون الشعب وينبثقون من صفوفه ويحملون صوته ويعيشون معاناته ويسعون لتحقيق آماله في هذا اليوم سيعقد ملايين السوريين آمالهم على 250 عضواً من أبنائهم لقول كلمة حق والعمل على إيجاد حل فوري وجذري وجاد لإنقاذ الوضع ومحاسبة المقصرين وإلزام الجهات المعنية بتنفيذ المهام المنوطة بها بضبط الأسواق والأسعار ومحاربة الاحتكار والضرب بيد من حديد على المتلاعبين من التجار والبدء بجدية بمحاربة الفساد … يوم الاثنين لن يكون عادياً كونه يضع أعضاء البرلمان أمام أصعب امتحان.. فالشعب الذي صمد وقاوم وضحى يستحق حياة كريمة تليق به فهل سينجح النواب في الامتحان؟؟!

يوسف بدور

 

المزيد...
آخر الأخبار