الشهداء الأبرار هم الذين أضاؤوا بدمائهم الزكية طريق النضال وأعطوا أروع الأمثلة في فداء الوطن والذود عن حماه …شهداء الوطن الذين ارتقوا عبر مراحل التاريخ المختلفة وصولاً إلى يومنا هذا استعذبوا الشهادة ليحيا وطنهم بعزة وكرامة وكانوا سداً منيعاً يحمي الوطن ويصون كرامة الشعب وأصبحوا مشاعل نور تضيء للأجيال القادمة طريق النضال وسبيل مجابهة التحديات وقهرها.
واليوم ونحن نتعرض لأخطر حرب عدوانية في التاريخ ,لا بد أن نتزود بمعاني الشهادة والتضحية فداء للوطن ,ونستلهم عبر تاريخ أمتنا الحافل من دروس الشهادة والملاحم البطولية العبر وأن نكون أكثر صلابة وأشد تصميماً وأقوى عزيمة على التمسك بحقوقنا والتشبث بأرضنا وبمبادئنا ندافع عنها مهما كانت الظروف والضغوط والتحديات ونتحلى بالكفاءة والإخلاص والتصميم والشجاعة وروح التضحية لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل .
قدم شعبنا عبر تاريخه الغالي والنفيس من أجل استقلال وكرامة وطنه حيث شكلت التضحية والشهادة من أجله أنقى صور النبالة وأنصع مضامين الوطنية.
إن صمود الشعب السوري في تصديه منذ ثماني سنوات لأعتى حرب عرفها التاريخ المعاصر وأكثرها وحشية وتدميراً أدهش العالم , ومن يستغرب هذا الصمود عليه أن يدرس تاريخ هذا الشعب العريق في النضال والتضحية فسيزول عندها استغرابه، فالشعب السوري عبر تاريخه رسخ تقاليد حضارية وكفاحية من أجل الاستقلال ,والكرامة الوطنية أضحت سمة لازمة له فلم يتخلَ أبناؤه عن المسؤولية التي تترتب على حماية وطنهم بما في ذلك الشهادة .
شعبنا لم يقبل الاستعمار والإرهاب ولم يهادن يوماً محتلاً أو ظالماً أو غازياً فقد كانت هذه الأرض دائماً مركز الأحرار ومركز الحضارة والتاريخ.
شهداء الوطن ضحوا بدمائهم وحياتهم من أجل حياة جديدة وحرة لوطنهم وأولادهم وفي سبيل منعة وعزة الوطن والدفاع عنه.
إن أبناء سورية مستمرون بتقديم الغالي والنفيس من أجل الوطن وعزته والانتصار على الإرهاب واجتثاثه.
سورية تحملت عدواناً غاشماً متواصلاً منذ سنوات خطط له أعداؤها ونفذته أدوات عميلة رخيصة امتهنت التآمر على بلدنا , و شهداؤنا الأبطال بذلوا دماءهم للتصدي لهذا العدوان الغاشم المعتدي على أرضنا ووحدتنا ، والشعب الذي يمتلك أبناؤه إرادة الصمود والتصدي والتضحية والشهادة هو الذي يمتلك حتمية النصر والبقاء.
ولا بد من القول ختاماً :إن الأم والأخت والزوجة التي أهدت الوطن الشهداء تعطينا الأمل والتفاؤل بغد أجمل ، فهي تعلم أولادها حب الوطن والذود عنه بالروح والدم وترضعهم العزة والإباء والشموخ والشجاعة وما يسطره أبطالنا الأشاوس حماة الديار من بطولات يومية لتطهير الأرض السورية من رجس الإرهاب والإرهابيين هو خير دليل على أهمية دور الأم التي أحسنت تربية هؤلاء الأبطال وإعدادهم لمثل هذه المعركة المصيرية فكل شيء يهون في سبيل الوطن.
أخيراً تنحني الهامات خشوعاً وإجلالاً لأرواح شهدائنا الأبرار الذين عطروا ساحات المعارك بدمائهم الطاهرة الزكية ورووا بهذه الدماء الغالية شجرة الحرية ونبتة كرامتها وأرسوا دعائم البناء الشامخ لهذا الوطن من أجل بلوغ المجد والسؤدد فلولا دماء الشهداء لما تحرر وطننا .
إن أفضل تكريم للشهداء هو أن نظل سائرين على طريقهم نضحي من أجل الأهداف التي قدموا أرواحهم فداء من أجلها وكلنا إصرار على مواصلة طريقهم حتى تحرير كل شبر من رجس الإرهاب .
المزيد...