على الرغم من أنها في نفس الجمعية التي أنتسب إليها (جمعية القصة والرواية ) في اتحاد الكتاب العرب ، غير أنني لم ألتق بها . فالمرة الوحيدة التي التقيتها كانت في ثمانينات القرن الماضي ، في مقر مجلة (جيش الشعب ) التي كانت تكتب بها بحكم عملها كموظفة في الإدارة السياسية .
سيدة مثقفة ، رصينة ، همها الكتب والإصدارات ، وهي على قدر كبير من الجمال والهيبة .
زوجة الشهيد فؤاد محفوظ من إحدى قرى مصياف.
التقت فؤاد ، كما قالت لنا ، في تلك الجلسة ، وأعجبا ببعضهما البعض وتطور الإعجاب إلى حب وتزوجا وتتسلم رئاسة تحرير مجلة ” الجندي العربي ” وتنشر مقالاتها في كل الصحف والمجلات وتقدم عدداً من البرامج الإذاعية في إذاعة دمشق و رشحتها وزارة الخارجية السورية للدراسة في منحة أمريكية فتفوقت وكانت الرائدة في نهاية الدراسة في نيويورك.
وتتالت كتبها : يا مال الشام 1969 و طبع خمس مرات وترجم إلى اللغة الانكليزية تحت عنوان ( ابنة دمشق ) ثم ترجم إلى البولونية بنفس العنوان .
و كان زوجها النقيب فؤاد محفوظ الذي استشهد في حرب 1973 سنداً لها وقد خلّدت في كتابها / جبل الشيخ في بيتي / بطولات جيشنا وكانت مراسلة ميدانية ، زارت الجبهة مرات عديدة والتقت المقاتلين وسجلت أحداث الحرب والبطولات في حرب تشرين .
وجاء كتابها الثالث ( آه .. يا أنا ) 1985 خواطر رومانسية ، وصارت مراسلة لمجلات مصرية معروفة مثل روز اليوسف ، وآخر ساعة والجيل وأخبار اليوم .
وتتالت كتبها ( المعتزلة ، الأميرة عادلة بينهم الجزائري ، سوق الخجا يبكي ويضحك ، فنجان قهوة ،…/.
في المؤتمرات العربية و الأجنبية التي حضرتها سهام ترجمان كانت تعرّف بنفسها ( امرأة عربية من سورية … أنا من مدينة ذات كبرياء أنا من وطن ذي كبرياء … أنا من جيل / حماة الديار عليكم سلام / رواد الحرية والكرامة المدافعون عن شرف الأمة العربية وكرامتها , السوريون صانعو مجد الأمة قولاً وفعلاً ، شعراً وكفاحاً ) .
سهام ترجمان (1932-2023 ) سيرة امرأة عربية سورية من الرائدات في الأدب والثقافة والوطنية .
أما إخلاصها للزوج الشهيد فكان في رفضها الزواج بعد رحيله… على الرغم من أنها لم تنجب أولاداً … واعتادت أن تقدم نفسها على أنها زوجة شهيد سوري أما رسالتها ( إلى الطيار الصهيوني الذي قتل زوجي ) فتناقلتها وسائل الإعلام العربية والأجنبية ، وأثارت ضجة إعلامية فضحت فيها العدوان الصهيوني واحتلاله لأرضنا .. وخلّدت بطولات الشهداء .
سهام ترجمان .. اسم لا ينسى ، إلى جنان الخلد …!!
عيسى إسماعيل