يلعب الإعلام دوراً كبيراً وفاعلاً ومؤثراً في شتى مجالات الحياة ويساعد أفراد المجتمع على اكتساب معلومات وخبرات تفيدهم في حياتهم اليومية وبالتالي فإن الإعلام الجامعي له الدور الأكبر في توجيه الطلبة الى الميادين والتخصصات المتاحة في الجامعة والتي من خلالها يستطيع الطالب تطوير مهاراته وتنمية قدراته استعداداً لخوص الحياة العملية ورفع مستواهم التعليمي والعلمي ومن هنا تكمن أهمية الإعلام في توجيه الطلبة اكاديمياً ومهنياً وقد التقينا الدكتورة داليا سويد مختصة في مجال الإعلام بكلية التربية لتحدثنا عن دور الإعلام وتحديداً بما يخص جيل الشباب .
توعية الشباب الجامعي
تقول د. داليا : كل الدراسات أثبتت أن الإعلام وسيلة من وسائل التنشئة الاجتماعية وتكوين ثقافة الفرد , و الإعلام يأخذ هذا الدور ونلاحظ أن جيل الشباب يقضي أغلب وقته على شبكات النت أكثر من عدد الساعات التي يقضيها مع عائلته أو الجامعة وبالتالي ذلك التأثير يأتي من وسائل الإعلام كالجاذبية والتشويق بالإضافة للنماذج الاجتماعية والسلوكية التي تدخل في ثقافة الشباب وتساير روح العصر وللأسف عندما لايكون هناك متابعة من قبل كلاً من الأهل والجامعة لهذا الجيل الشاب , فهنا تكون وسائل الإعلام هي البديل ودائماً يكون التوجه سلباً تجاه الإعلام ( النظرة السلبية ) وهنا نوعية المادة الإعلامية ومدة المشاهدة يلعبان دوراً كبيراً في ذلك , فوسائل الإعلام سلاح ذو حدين والنقطة الفارقة هي ( الكم والنوع ) وكما نتهم وسائل الإعلام بأنها لا تتلائم في بعض الأحيان مع عصرنا فهي بالوقت ذاته تلعب دوراً فعالاً في مواجهة العولمة فأية مؤسسة سواء كانت تربوية أو تنموية لا تملك ذات التأثير كما وسائل الاعلام .
تقصير كبير
وتتابع د. داليا : هناك تقصير كبير بالنسبة لدور الاعلام في الجامعات ولكن في الدول المتقدمة الإعلام مفعل في الجامعات أما في جامعاتنا لايوجد لدينا ما يسمى ( اذاعة – صحافة خاصة تعنى بالجامعات ) ففي الدول المتقدمة مجلات خاصة في هذا المجال من خلال مواضيع وأفكار يطرحها الطلبة كما نلحظ في الإعلام غياب البرامج الموجهة لقضايا وهموم الشباب ومن هنا يقتضي تواجد صحافة متخصصة بأمور الشباب حيث من خلال الحرب التي شنت على بلدنا أدركنا مدى أهمية الإعلام في حياة الشباب بالإضافة الى ضرورة إقامة محاضرات وندوات توعوية للشباب فالجامعات هي منابر لنشر الأفكار الهادفة فالشباب يجب أن يكون عنصراً فاعلاً وليس جامداً يملك الفكر التحليلي وهذا يتبع للثقافة والتعليم وتعزيز القدرة التحليلية والاستقرار وبالتالي استكشاف ما هو مزيف وحقيقي ، وما هو مبني على الخيال أو الواقع .
تأثير الإعلام
وتضيف : اليوم لا نستطيع التحكم بوسائل الإعلام ، ولذلك المتلقي هو الأساس وطريقة التفكير عند الشباب المتلقي مرتبطة في تصديق الفكرة أو نفيها .. ، فالطريقة التحليلية في التفكير يجب أن تبدأ من الطفولة المبكرة ، وإذا أردنا أن نحمي شبابنا ، فيكون برفع مناعتهم ضد الأفكار السلبية ، فمن الأفكار السلبية التي يطرحها الإعلام ( المسلسلات المدبلجة ) حيث المتلقي يتشرب قيم وعادات دخيلة لا تتماشى مع عاداته وتقاليد مجتمعه ، دون أن يكون واعٍ لذلك .
وبالنسبة لحماية الشباب ، تتابع الدكتورة : للجامعة دور كبير في التأثير عليه ، من خلال إقامة الندوات والمحاضرات التعليمية والتثقيفية ، فهي الداعم النفسي والموجه لهم نحو الفكر الصحيح, فعندما لا يجد موجهاً من قبل الأسرة أو المدرسة أو الجامعة ، هنا يتجه لتلبية حاجاته النفسية ( حب – انتماء – تقدير للذات ) من خلال وسائل التواصل ، والتي ليست بالضرورة أن تكون اختياراً موفقاً أو صائباً .
الإعلام الجديد والقديم
تقول الدكتورة داليا : إن الفرق ما بين الإعلام الجديد والقديم ، يكمن في جوهر الاختلاف . وهي الوسائل ( السمعية والبصرية ) وخاصة الإنترنت لأنه يعطي الخصوصية للشباب ، بالإضافة إلى عنصر الجذب ، حيث لا يكون مراقباً من قبل الآخرين فيما يتصرف أو يشاهد . وأهم ما يميزه ( ميزة الخفاء ) حيث الفرد يستطيع نشر أي شيء بدون معرفة الآخرين لمصدر المعلومة ، وفي النهاية يمكننا أن نوظف استخدامنا لوسائل الإعلام الحديثة سواء سلباً أو إيجاباً ، تبعاً لطريقة وتنشئة الفرد وتربيته وثقافته .
توجيه الطلبة
استمزجنا آراء عدد من الطلبة بمختلف الاختصاصات حول دور وسائل الإعلام في حياة جيل الشباب والذين عبروا بقولهم : إن وجود إعلام جامعي فاعل هو الرديف الفعلي للعملية التنموية ، ونقل قضايا المجتمع ، باعتبارها المرجعية المعرفية ، كما للإعلام الجامعي الدور الهام للمساهمة في حل العديد من الصعوبات والمشاكل الإجتماعية والاقتصادية ، ونشر الوعي المجتمعي ، وربط الجامعة بالمجتمع , ولا بد من تفعيل هذا الجانب ، لكي يقوم بدوره بشكل فعلي لفتح نافذة مجتمعية من خلال إيجاد نشاط إعلامي نوعي ، وتأسيس إذاعات محلية ، أو قنوات فضائية ، مواقع وصحف الكترونية ، بغية الخروج من المفهوم التقليدي ، وأن لا يقتصر دورها على الجانب الإخباري ، بل أن يساهم في تحقيق الوعي الوطني وغرس روح الانتماء الوطني ، ومحاربة الأفكار المتطرفة وصناعة الوعي ، وتنمية المجتمع بالجانب التنويري والعلمي والسلوكي .
مسؤولية كبيرة
ومن خلال ما تقدم ، نرى بأنه يقع على عاتق المجتمع مسؤولية كبيرة في الحد من إدمان الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي ، فعندما نوفر لهم البدائل والوسائل الصحيحة سواء كانت ( مسرح – سينما – محاضرات – نشاطات رياضية – رحلات ترفيهية وتعليمية ) فإننا بذلك نحمي جيل الشباب من الأفكار السلبية، ونخلق جيلاً واعياً يدرك ما له ، وما عليه .
رهف قمشري