أشكال وأحجام متنوعة تصنع وتزين بها الحقيبة المدرسية التي تعتبر الصديقة الملازمة للأطفال وخاصة في المرحلة الإبتدائية فهي ترافقهم كل يوم على الرغم من ثقل محتوياتها ووجود كتب ودفاتر يقف الطفل الصغير عاجزا أمام ثقلها , لكنه مضطر لحملها يوميا ، وتشير العديد من الدراسات إلى أنها تسبب آلاما في العمود الفقري، فالطفل يحمل يوميا ما لا يقل عن أربعة كغ يومياً ذهاباً وإياباً إلى المدرسة، و تتضاعف خطورتها حسب بعد المدرسة وقربها عن منزل الطالب…
التقينا بالعديد من الطلاب والأهالي الذين تساءلوا عن امكانية تخفيف عدد الكتب يوميا وخاصة لطلاب الصف الأول والثاني ..
عبّرت السيدة ازدهار عن قلقها بشأن حمل ابنتها في الصف الأول لحقيبة تزيد عن أربع كغ، وهي نحيلة ، وقالت السيدة عفراء إن ابنتها في الصف الخامس تصطحبها في بعض الأيام لمساعدتها في حمل الحقيبة.
اشتكت الطفلة مي في الأول الابتدائي من حمل حقيبتها بسبب بعد منزلها عن المدرسة، و تحدث الطالبان معتز ونديم في الرابع الابتدائي عن وزن الحقيبة الزائد والذي جعلهما يستغنيان عن اصطحاب بعض الكتب الى المدرسة , للتخفيف من حمل الحقائب.
ونوهت السيدة ميساء إلى معاناتها مع أطفالها يومياً لحمل حقائب ثقيلة تعرّضهم للإصابة بأمراض العمود الفقري، وأكدت السيدة هيام أنه من الضروري على وزارة التربية ايجاد الحلول والإجراءات للتخفيف الحمل الثقيل عن الأطفال.
ويتساءل أهالي الطلاب عن كيفية مساعدة المدرسة للتخفيف عن الطلاب عبء ثقل الحقيبة المدرسية من خلال وضع برنامج يومي يراعى فيه وزن الحقيبة، ووزن الطفل، وتوعية الطلاب لطريقة الجلوس الصحيح في الصف، وفي البيت للتخفيف من تقوّس العمود الفقري، ، أو توفير خزائن خاصة في المدارس لبعض الكتب التي لا يحتاج الطالب لحملها يومياً.
وتحدث بعض الأولياء عن قيامهم بتوجيه أولادهم وتعليمهم للعادات الصحيحة في حمل الحقائب، والجلوس الصحيح، بينما فضل البعض التعاقد مع وسائط لنقل أولادهم وحقائبهم إلى المدرسة رغم التكلفة المادية .
هذه المشكلة تتكرر مع بداية كل عام ، ويبدو أن المسؤولين في قطاع التربية لم يقدموا حلولاً لهذا الموضوع الهام الذي يعرّض أولادنا لمشاكل صحية مستقبلية قد تؤثر على مستوى تعليمهم، فالعقل السليم في الجسم السليم.
تقول احدى الدراسات الطبية حول هذا الموضوع: إن آلام الظهر تتضاعف بصورة مرعبة في سن المراهقة بسبب حمل الحقائب الثقيلة، وخاصة التلاميذ في مرحلة النمو, وقد لوحظ وجود حالات مرضية، وعدم استقامة في الظهر، وإصابات عضلية أخرى في الكتف، وآلام مزمنة عند الأطفال، وأكدت الدراسات أن زيادة الأحمال على الظهر تسببت في آلام حادة، وارتفعت خلال السنوات الأخيرة!.
رأي اختصاصيين
إن الحقيبة الثقيلة تؤثر سلباً على الطالب بغض النظر عن مدة حملها، وأظهرت حالات التشخيص وجود تغييرات عظمية واضحة مع شد عضلي في الجانبين من العمود الفقري، لأن الوزن الثقيل يؤدي إلى مشاكل صحية، أبرزها آلام متكررة في الظهر، واعوجاج بالعمود الفقري، والديسك، ويؤدي تكرار حمل هذه الأوزان أيضاً إلى انزلاقات غضروفية، وشد عضلي، ومشاكل بالرقبة!.
وإذا كانت الحقيبة ثقيلة فعلى الطالب أن يحملها بيديه بالتبادل، وليس على الظهر، كما ينبغي على الطالب ممارسة التمارين الرياضية ليحافظ على العمود الفقري، وليونة العضلات، ويجب أن تكون الحقيبة المدرسية خفيفة الوزن عند شرائها، وذات شريط عريض يربط على وسط الطالب لضمان راحة الظهر، وذات شريطين عريضين للحمل على الكتفين.
و ينصح بمراعاة ترتيب محتويات الحقيبة، بحيث تكون المحتويات الأثقل وزناً أقرب لظهر الطالب، وتجنّب حمل المواد غير الضرورية، وتجنّب الحمل بأسلوب خاطئ كوضعها على الرأس، أو على كتف واحدة،
ماأوردناه آنفاً يجعلنا نتذكر كيف كنا نحمل حقائبنا وأن الآلام أو الأمراض التي نعاني منها حاليا يعود لسنوات الطفولة «أيام المدرسة» خاصة أن العديد منا يشكو من آلام في العمود الفقري، وفي الرقبة , وريثما يتوصل المعنيون لإيجاد حلول ناجعة تحمي أجسام وعقول أولادنا ، لابد لنا من اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية التي تحميهم على الأقل ..