ندوة ثقافية نقدية استضافها فرع اتحاد الكتاب لرواية “عطر الطين” لـ فؤاد العلي, و قدم الرؤية الناقد محمد رستم إذ يعد عنوان الرواية العتبة التي تدخلنا للمضمون، إذ نشم رائحة التراب حين يرش بالماء والذي يشي بحنين طافح إلى البيوت الطينية حيث بساطة الحياة ..
تعد الرواية تنديدا بالتهريب كونه ظاهرة مدمرة للفرد والمجتمع والبيئة من خلال تقديم شخصية منحرفة متجسدة بشخصية تلميذ كسول والذي يحلم أن يصبح مهربا ليبتعد عن الفقر والحاجة إلى حياة الرفاهية معتبرا ابن عمه كمال الضائع في دروب الحياة قدوته لتنضوي الرواية تحت ما يسمى الواقعية الانتقادية وتتمطى على سرير السيرة الذاتية بشخصية فراس الذي تقمص شخصية السارد العليم فالكاتب هنا أسس روايته في حدود جغرافية معينة على غرار روايات حنا مينة في عالم مدهش وزاخر بالحياة وهكذا كان الكاتب فؤاد العلي منحازا لقريته البكر ليضع الحدود في دائرة الضوء يتعايش معها المهرب مع الرصاص والدم .
يأخذ الناقد محمد رستم على الرواية نهايتها غير الموفقة بانتحار البطل فراس لكن الروائي أراد من خلال ذلك أن يؤكد على خطر التهريب والدمار الذي يخلفه فنهاية التهريب دموية فالرواية من هذا المنطلق تعتبر إرشادية بدءا من دخول كمال السجن وانتحار فراس ومن ثم جفاف المياه نتيجة حفر الآبار من قبل المهربين لتموت الأشجار وتتصحر الأرض , وتقترب الرواية من الشعر لما تحتويه من انزياحات معنوية ومجازات وصور فنية..
وتابع رستم :الروائي وقع في خطأ كون التلميذ الفاشل يقول ويتحدث بلسان مثقف تدخل فيه لغة الشعر؛ لكنه أجاد حين جعل الأنثى محركا للأحداث،كما فرضت الرواية طريقة الإيهام الفني على القارئ كأحداث حقيقية وقعت فعلا .
عفاف حلاس