لا رنـةٌ .. تُرجعُ الغيــَّـابَ …. لا جرْسُ
و لا مراكبَ في مينائها ترسُو
مسافرون …. حُداءُ الريح … هودجُهمْ
إنْ نجمةٌ …. تعبتْ … ينتابهمْ حدْسُ
تشفُّ فيَّ مراياهمْ … و أبصرُهمْ
ماءً .. فيورقُ في صحرائيَ الغرْسُ
كانتْ فلسطينُ في الترحالِ موقدهم
إلا على دفئهِ .. في البال لمْ يُمْسُوا
و يحفظون بلا قصدٍ … ملامحَها
و فوقَ أعتابها أشواقُهمْ … لمْسُ
لا يملكونَ سوى أرواحِهمْ … فإذا
نادتْهُمُ الأرضُ … قالوا : دونكِ النفسُ
طفلٌ يصدُّ رصاصَ الحقدِ عنْ وطنٍ
لا سيفَ في يده … إيمانُهُ التِّرسُ
يشِفُّ عنْ جوهرٍ … لو بانَ لاختلفتْ
فيه القناديلُ … نجمٌ ذاك … أم شمسُ ؟
معلـَّقٌ بظباء الأرضِ … لو نفرتْ
نشـَّابُه قلبهُ … إحساسُه القوسُ
الأرضُ سيّدةٌ … حِنَّاؤها دمُه ..
و الآنَ قدْ جاءها … جُنَّازُة عُرسُ
يستنفرُ الأحمرَ القاني و قدْ فترتْ
في الوردِ ألوانُهُ … و اعشوشبَ اليأسُ
ما زلتُ ألمحُهُ في عِطرِ سوسنةٍ
و في الكمنجاتِ … إذ مسَّ الصَّبا قَوسُ
هلْ نسمةٌ منْ تلالِ القدسِ تَبْلُغُنَا
فللفراديسِ في أعطافها … همْسُ
مسرى النبوَّات .. كيفَ الموتُ منْ ظمأٍ !!!
إن بُحتُ باسمكِ فاضتْ في يدي الكأسُ
آنسْتُ وجهكِ … إذْ بالطين أخلعُهُ
و فاضتِ الروحُ … لا أسرٌ .. و لا حبسُ
غداً نعودُ إلى الأقصى … و مئذنةٍ
العمرُ تغزله … أوقاتُها الخمْسُ
نُعاقرُ الحُلمَ … نسقي وردَ فتنته ..
قبلَ اللقاء و ما في حُلمنا … لبْسُ
مُحلقونَ إلى الأعلى … وسلــَّمُنا
زغرودةٌ في المدى … لبيكِ يا قُدسُ
سامر أحمد محمد