وطني أيها المسيج بالأحمر القاني .. ثملت من دمعي عليك ..عند أطراف الحزن تواعدنا وصحونا لما غفا قلب الليل ونام النقاد مطمئنين على شرف القصيدة …لم أعد ألثم الشعرمن تفاح حضورك .. بل من إسرافك في الغياب وأثمل مع الليل بكأس السهر ..يلوح لي بين أهداب المواكب حزن العابرين ونجوم الفوز طوقت جيد الوطن ..ألجأ للذكريات …أتذكر يوم أوصيتني بولدينا اللذين لم يغط الزغب جسديهما الغضَّين بعد ..حينها لم أشأ أن آخذ كلامك على محمل الجد بل غيَّرت الحديث لأنني لم أكن أتخيل فكرة غيابك ها قد مضى عليه سنوات كبر الأولاد وأنت في ذاكرتهم صورة معلقة على الجدار في زاويتها شريطة سوداء أزلتها لما استفسرت ابنتنا الصغيرة عن معنى هذا الشريط …أدركت انها تراك حياً في صورة معلقة على الجدار ولا داعي للشريط الأسود ..يومها أزلته لأنك حقا ً لم تغادرنا ..أنت باق وصورتك تلك تحمينا …تدفئنا …لحق بك رفاق كثر لكن الغيث يزغرد في مواكب الشهداء فتنبت الأرض شقائق النعمان وأطفالاً يتامى تصرُّ أمهاتهم على أن يكونوا جنوداً في معركة الحق والكرامة مثل آبائهم .
المزيد...