أحْتَسي الآنَ في شُرْفةٍ للمساءِ
بقايا ارْتشافِ الصّباحِ
شَذى قهوةٍ بالحليبْ
رَشْفةٌ ،
أيُّ شيءٍ يكونُ إذا ماالْتَقيْنا ؟!!
الْهواءُ نَدى بَسْمةٍ باتّساعِ البراري،
الأصابعُ تَصْدى بما في الثُّمالات
من حانِياتِ الجِرارِ ،
الطّيورُ ، وقدْ أَوْغَلَتْ ، في المساءِ
تؤوبْ…
رَشْفةٌ
نَفْحةٌ
صَنْدَلٌ من بخورٍ يطوفُ بنا
فارِداً مِن زَرابي الظّهيرةِ مايُطْلِقُ
( البَدْوَ ) مِن نَقْشةٍ في البساطِ
إلى الاحْتفاءِ بِسَرْبِ ظِباءٍ
يجيءُ حَيِيّاً ،
أقُومُ إلى القهوةِ ،
الطّعْمُ طَعْمُ المَضاربِ تَرْقى
إلى أنْ تكونَ ظِباءً ،
يُطلُّ على الجُرْفِ ( ريمٌ) لهُ
شامتانِ
على الأُقحوانِ ، أكادُ أقومُ إليهِ
لكيلا يظلّ وحيداً ،
تقولُ على خَشْيةٍ مِن ثُغاءِ
الأناملِ سَكْرى:
إلى كمْ تَظلُّ تُغادِرُني
كلّما رَاوَدَتْكَ السُّهوبْ «؟!!
رَشْفةٌ
ياإلهي
أنا مَن تَدَلَّهَ بالإنتظارِ الحنونِ ،
وحينَ أَتَتْ
كِدْتُ أُنْشَرُ في قُطْبةٍ مِن صهيلِ
البِساطِ ،/
يَدٌ مِن فُصولِ الجنى
أَهْرَقتِ الصُّبْحَ
فارْتَجَفَ ( الرّيمُ) في ذُرْوَةِ الجُرْفِ
مِن أعالي مَراقيهِ ،
( قُبُّرَةٌ ) غادرَتْ لَوْحةً في الجدارِ ،
على يَقْظةٍ في البخورِ تَراءى لهُ
خطُّ شيخٍ عتيقٍ
يُعَلِّمُهُ الخَطَّ من لَوْحةِ جاءَ فيها :
المّجاهيلُ بنْتُ الغيوبِ
المَواقيتُ بنتُ القُلوبْ
عبد الكريم الناعم