أذكر أن الأديب الدكتور دريد يحيى الخواجة كان أول من عرفني بالأديب محمد عزام فقد درّس العربية في المغرب و في إحدى زياراته الصيفية و في بيته على طريق الميماس حدثني – طيب الله ثراه – عن أديب سوري يدرّس في المغرب هو محمد عزام و أطلعني على كتاب صدر له في المغرب هو باكورة إنتاجه الأدبي تحت عنوان – بنية الشعر الجيد و قد صدر في الدار البيضاء عام ستة وسبعين ،و بعدها عاد الأديبان الخواجة و عزام إلى وطنهما سورية و لكن تأثير المغرب عليهما كان واضحاً و أثمر إبداعاً فالأديب الخواجة أبدع مجموعته القصصية – و حوش الغابة – و معظم قصصها تدور أحداثها في المغرب و من قرأ المجموعة يصعب عليه أن ينسى – الإشارة يا سيدي رحال – و محمد عزام أصدر في دمشق كتابين عن الأدب المغربي أولهما : المسرح المغربي و صدر عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق عام سبعة و ثمانين و في العام نفسه صدر الكتاب الثاني – اتجاهات القصة المعاصرة في المغرب ،ثم كانت إسهامات الأديب محمد عزام بتأليف مناهج تدريس الأدب العربي لصالح وزارة التربية في القطر العربي السوري و من كتب المناهج تلك :تاريخ الأدب العربي -القراءة -الأدب العربي و تاريخه عام تسعين بالاشتراك مع آخرين
و قد كان الأديب محمد عزام غزيراً في إنتاجه الأدبي : الدراسات و النقد فكان ينشر في العام الواحد أكثر من كتاب ،ففي عام تسعة و ثمانين نشر كتابين : قضية الالتزام في الشعر العربي، الأسلوبية منهجاً نقدياً ،و بعد عام تلاهما كتابه : و عي العالم الروائي و تلاه تباعاً كتاب البطل الإشكالي في الرواية العربية و كتاب الفهلوي : بطل العصر في الرواية الحديثة ثم مدخل إلى فلسفة العلوم : أبحاث في الابسيتمولوجيا المعاصرة و في عام أربعة و تسعين نشر كتابين هما : التحليل الألسني للأدب و الخيال العلمي في الأدب العربي و كان آخر ما قرأته له كتابه الحداثة الشعرية الصادر ضمن منشورات اتحاد الكتاب العرب وهو كتاب هام في ميدان الحداثة الشعرية و مما جاء في مقدمته
الحداثة هي إحدى أهم قضايا عصرنا سواء كانت الحداثة الفكرية او الفنية أو الحياتية و قد كتب فيها الكثير ونشبت من أجلها المعارك منذ القديم حتى اليوم و في المستقبل و على الخصوص الحداثة في الأدب ،
و من هنا كان هدف هذا البحث هو بيان الحداثة الشعرية
د. غسان لافي طعمة
المزيد...