انتهت مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة كأس آسيا عند حدود الدور ثمن النهائي والذي وصله لأول مرة في تاريخ مشاركاته في المحفل الآسيوي.
منذ البداية تحدث المدرب الأرجنتيني لمنتخبنا أن مشاركتنا في البطولة ليست نزهة و هو لم يعدنا بأنه سوف يجلب الكأس معه،وعدنا أن نرى منتخباً مغايراً لذاك المنتخب الذي خسر مع اليابان في التصفيات المزدوجة لكأس العالم والنهائيات الآسيوية بخماسية نظيفة.
اليابان عملت في هذه البطولة لعدم مواجهة المنتخب السوري,ومع ذلك لو عبرنا إيران كانت ستحدث المواجهة،لقد ظهر هذا المنتخب وخلال شهر واحد من اكتمال عقد اللاعبين بصورة مغايرة تماماً وخاصة من ناحية الصلابة والتنظيم الدفاعي.
لعبنا في أصعب مجموعة وعبرنا إلى الدور الثاني بدليل أن ثلاثة فرق من المجموعة وصلت للثمن النهائي ،واثنان وصلا إلى ربع النهائي،وهذا يؤكد قوة فرق المجموعة.
نعم خرجنا من الدور الثاني،لكن كسبنا الاحترام وكسبناً منتخباً للمستقبل الذي نحلم به بعد سلسلة الإخفاقات وسنوات عجاف أصبحت فيها كل الفرق بعبعاً بالنسبة لنا.
قدم كوبر النسخة الأفضل سواء من حيث الأداء أو من حيث النتائج ،والأهم من حيث تكوين هيكلية منتخب بمزيج من الخبرة والشباب كانت ملفتة لكل المتابعين،تشكيلة جذبت الأنظار وتهافتت العقود الاحترافية من عدة أندية عالمية وأعلى مستوى من دورينا المتهالك.
أيهم أوسو أصبح في الليغا الإسبانية وهذا كان حلماً للاعبين السوريين،وكروما في طريقه لأحد أندية المقدمة في الهند وغيرهما على الطريق وهذا يؤكد جودة العمل الذي بدأه كوبر وفريقه.
نحن هنا لا نكتب لنمتدح هذا أو ذاك,لكن لابد من قول كلمة الحق مع أي كان ومن يعمل يجب أن يحصد نتائج عمله،وقد تكون هناك ملاحظات على الأداء وخاصة من الناحية الهجومية وقلة عدد الأهداف المسجلة من قبل مهاجمينا وهذا كلام فيه من المنطق،وكرة القدم قبل كل شيء أهداف،ونعتقد أن المدرب يسعى بجدية في هذا الاتجاه والجواب سيكون مع استكمال الجولة القادمة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم والنهائيات الآسيوية بعد حوالي الشهر من الآن.
وختاماً نحن أمام مرحلة جديدة بدأت بنجاح ويجب أن تتعمق ويستفاد منها على كل الأصعدة، مرحلة تدعونا للتأمل والتخلص من الوهم الكروي الذي لازمنا لسنوات خلت، نحن بحاجة لإعادة بناء جديدة ومتطورة وعبر كافة المراحل العمرية.
عادل الأحمد