تحية الصباح.. عبد القادر عزوز وداعاً !!!

يبدو أن الموت يصر أن يخطف منّا الأصدقاء الواحد تلو الآخر ،ويتركنا للحزن والذكريات .

غير أن رحيل الأديب أو الشاعر أو الفنان يترك أثراً في النفوس لأنه خسارة للمجتمع كله ،فالفنان والأديب والمفكر ثروة للوطن كله ،وبهذا المعنى تكون الخسارة كبيرة والفقد أعظم .

منذ أشهر عديدة ،وقبل أن يسافر إلى الخارج ،كنت في أحاديثي الهاتفية إليه ،أصر أن أجري معه حواراً شاملاً وكان يعدني بأن الحوار سيحصل غير أن المرض ثم السفر سد المنافذ أمامي كي ألقاه وأحاوره.

عبد القادر عزوز … فنان تشكيلي متميز فهو من الجيل الثاني لفناني حمص بعد فيصل العجمي ورشيد شما ومصطفى بستنجي ،وهو مع وليد الشامي وإسماعيل الحلو ومصطفى عيسى وسليمان الأحمد وسميرة مدور ونجاة زخور وإبراهيم سلامة ،يشكلون الجيل الثاني الذي على الرغم من تأثره بالجيل السابق ،أي جيل الرواد ،استطاع أن يبتكر أساليب فنية جديدة ،وأن يقدم نتاجاً فنياً وافراً،حيث المعارض السنوية العامة والمعارض الفنية الشخصية و توفر دور العرض إلى حد ما ،و صار للحركة التشكيلية زخماً ،و بات للوحة الفنية حضور في وسائل الإعلام المتنوعة.

قبل ثلاثين سنة تعرفت على الراحل عبد القادر عزوز ونشرت حوارين معه في تسعينيات القرن الماضي في جريدة “البعث “وفي مجلة “فنون “وازداد إعجابي به ،كإنسان أولا وكفنان ثانياً فهو لا ينسى أصدقاؤه ،فتراه بين حين وآخر يهتف لهم وهو متنوع الأساليب وإن يكن تأثره بالمدرسة التعبيرية واضحاً في أعماله  وبعض أعماله تجسد معالم حمص وريفها ،وبعض المعالم الأثرية والسياحية في سورية مثل لوحته الشهيرة “معلولا “…

وعلى الرغم من الفرص الكثيرة التي كانت في متناول يده ليسافر ويجني ثروة طائلة ،غير أنه وجد في مدينته ،وفي مرسمه و منزله الاستقرار والطمأنينة ,فراح يرسم ويبدع ,ولوحاته مقتناة في عدد من المؤسسات الرسمية داخل القطر, و كذلك في بعض البلدان العربية والأجنبية  وله تلامذة كثيرون فهو مدرس الفنون الشهير في ثانويات حمص ومعهد إعداد المدرسين –قسم التربية الفنية…!!

رحم الله الفنان التشكيلي عبد القادر عزوز ،ولعلّ فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص يقيم معرضاً لأعماله وندوة تضيء على إبداعه الفني …!!

عيسى إسماعيل

 

 

 

 

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار