نقطة على السطر ..مجرد تنفيس…

كان يمكن أن نمضي في طريق آمنة وحياة هانئة حتى لو بتنا في غرف باردة ، يذيب برودتها فنجان من القهوة الساخن نرتشفه مع تنشق رائحة الطبيعة بعد أيام ماطرة، فنسبح بحمد الله أشعة الشمس الدافئة ونعمها المبشرة بقدوم ربيع دافئ بعد أن فرض الشتاء هيبته … مع قلة الوقود ودواء بلا مفعول، سالب للنقود،  لكن مهما يكن لابد من بعض “النق” نتقاسمه بالمجاورة والمحاورة،مع حكايا الشارع وشكاوى الناس الذي لم يعد ينقصنا فيه سوى ضربات متتالية لعدوان غاشم يأتي على البشر ويهدم الحجر ليكمل ما بدأته الحرب وصنعته الزلازل من تهديم يحرم الأهالي من منازلهم بلحظة غفلة بعدما اقتضى بناؤه وفرشه زمنا ومالا فأصبحوا يمتلكون خبرة طويلة مع الخوف من سماع أي دوي مفاجئ ينقلهم إما إلى دار الحق أو إلى منزل مستأجر مع تكاليف أخرى تضاف إلى حساباتهم والتي تحصد ما تبقى من زروعهم يتوهون بعدها ، يحصون بقدرة هائلة خسائرهم ،في ظل أهوال غابت فيها أدنى مقومات الحياة مع غلاء فاحش و رغم اعتقادي الجازم بأن (كثرة النق) لا يجلب إلا النحس والتعتير لكن من طبيعة اللسان أن يسيل بسرد التحولات والتبدلات ومجريات الزمان فهو البديل الحي للتنفيس والتذكير بأننا مازلنا على قيد الحياة ، نلقي بعدها ابتسامة مرحة مشرقة على الطقس الجميل ونلبس لكل حالة لبوسها ومن ثم نبدأ الموازنة بين الأحلام والكوابيس حتى لا نصاب بالمس والقهر الحبيس،وأن نسلم بأن الحياة لابد أن تمر بمنعرجات لا تستقيم حتى نسد ثغرة ونرتق فتقا، فلنجعل أرواحنا مصقولة بالإيمان أن لابد يخرج من الصخر بعض الورد،وعلى الرغم من كل شيء فالعصافير مازالت تزقزق والشمس مشرقة.

عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار