تعاني نقص مياه الشرب والمعالجة غائبة..الخــزان أهلكتـه التصدعـات والحـل بنـاء خـزان جـديد وبموقع مناسـب

تتربع قرية القبو على ثلاث تلال متوسطة الارتفاع.. جميلة من حيث البيئة الطبيعية التي أنعم الله بها على هذه المنطقة , بدايتها على التلة الوسطى وتمتد عن الجانبين على التلة اليمنى وارتفاعا على التلة اليسرى, وخلفها بساتين الزيتون والكرمة والتين على مد البصر وفي كل اتجاه غربا وشرقا شمالا وجنوبا، وتتخللها بعض المساحات المزروعة بالحبوب, وبعضها كمراع للثروة الحيوانية في البلدة, لكن هذه المساحات تنحسر أمام كثرة غراس الزيتون عاما بعد عام لتصبح هذه الشجرة المباركة الشجرة الأولى في بلدة القبو وجوارها.

تبعد عن حمص 30 كم باتجاه الشمال الغربي, ترتفع عن سطح البحر 600 م مناخها معتدل صيفاً بارد شتاءً معدل الأمطار 800 مم سنوياً, يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية حيث وجدت بعض الكتابات والنقوش الرومانية على الأحجار التي بنيت منها الركية (خزان ماء مبني من الحجر البازلتي تتدفق المياه إليه عبر قناة مدفونة في الأرض) تشتهر القبو بزراعة الزيتون والعنب ,ويعتقد أن سبب التسمية يعود لوجود الأقبية الرومانية القديمة, … و قبو في اللغة هو طائر يفرد جناحيه …
زرنا البلدة والتقينا العديد من الأهالي ورئيس البلدية رامح منصور ومدير المكتب الفني المهندس بدر علي بمجلس البلدة ..
مازال ورقياً
قال المهندس علي : تبلغ مساحة المخطط التنظيمي حوالي 130 هكتاراً , وهو بحاجة لإجراء رفع طبوغرافي لكامل مساحة المخطط التنظيمي ليصبح المخطط للبلدة رقميا مما يسهل عمل المكتب الفني ويزيد من دقة العمل , علما أنه تمت مراسلة مديرية الخدمات الفنية بهذا الخصوص واعتذرت لعدم وروده ضمن خطة عملها الحالية ..
اختناقات متكررة
وفيما يخص شبكة الصرف الصحي أشار إلى أن طول الشبكة يبلغ حوالي 20 كم منفذة بأقطار مختلفة من 20سم- 40 سم , وجزء منها منفذ منذ أكثر من 30 عاما , وأنه تم تنفيذ مشروع صرف صحي بخطة عام 2018 يخدم الحي الشرقي للبلدة بطول 1,5 كم وبقطر 30 سم .
وأضاف : تم دراسة مشروعين للصرف الصحي أحدهما يخدم الحي الشمالي ويصب في مصب قرية الشنية بكلفة حوالي (75 ) مليون ليرة , ومشروع يخدم بعض المنازل قرب البلدة بكلفة (10) مليون ليرة , منوها أنه سيتم تنفيذهما في حال تم تخصيص بلدة القبو من الموازنة المستقلة لمحافظة حمص .
وأوضح أن نسبة تخديم البلدة بالصرف الصحي حوالي 80 % , منوها أن جزءا من الشبكة بحاجة إلى استبدال كونها منفذة منذ فترة طويلة مما يتسبب بحدوث اختناقات فيها , وتقوم البلدية بالمعالجة عن طريق التسليك وشفط الخطوط وخصوصا في فصل الشتاء , ويقع المصب شرق مزرعة العوصية التابعة لبلدة القبو .
مليئة بالحفر
خلال جولتنا في شوارع القرية لاحظنا وجود الحفر الكثيرة والتي تعيق حركة مرور المشاة والسيارات , وأشار المهندس علي إلى أن نسبة تخديم الطرق في البلدة حوالي 80% , وأن طول شبكة الطرق المنفذة فيها (25) كم , منوها الى وجود الحفر في الطرق والتي تحتاج الى الترميم بحوالي (25 م3 ) من المجبول الإسفلتي , علما أن البلدية قامت بالطلب من مديرية الخدمات الفنية من خلال العديد من الكتب لتأمين هذه الكمية من المجبل الخاص بها لترميم بعض الحفر وإلى الآن مازال الوضع على ما هو عليه …
وأضاف : تم تنفيذ مشروع تعبيد وتزفيت لبعض «المداخل» في البلدة ضمن خطة عام 2018 , ويوجد دراسة حالية لمشروع تعبيد وتزفيت بكلفة (25) مليون ليرة سيتم تنفيذ المشروع في حال التمويل من الموازنة المستقلة لمحافظة حمص أيضا ..
نقص مياه الشرب
شبكة المياه في البلدة قديمة , وجزء منها منفذ بعمل شعبي في بعض الأحياء « حسب قول الأهالي » والمشكلة الحقيقية التي تعاني منها البلدة هي نقص مياه الشرب , وأشار البعض من السكان القاطنين في المناطق المرتفعة «حسب طبيعة البلدة « إلى معاناتهم قائلين : وقوع منازلنا في نقطة مرتفعة «حارة العتيق» يزيد من مشكلة نقص مياه الشرب فلا نراها أكثر من مرة واحدة في  الأسبوع..
وأشار أحد القاطنين في الحارة الشمالية إلى حرمانهم من مياه الشرب لاعتماد بعض الأهالي على المضخات لسحب المياه مما يحرم الآخرين من الحصول على نصيبهم منها كونهم يقطنون في مناطق أعلى …
فيما اشتكى البعض من عدم العدالة في توزيع المياه, وأن بعض الأحياء ينعمون بها على حساب الأحياء المجاورة ..
أما سكان حارة الحرف فاشتكوا من نقص المياه ووجود مشكلة في وصولها لبعض المنازل علما أنها تصل للقاطنين بجوارهم , وأشاروا إلى أن قطر القساطل صغير «2 إنش» وتعاني الشبكة انسدادا جزئيا في نهاية الخط , ومع التوسع السكاني ازدادت المشكلة وأصبحت المياه لا تصل لسكان هذا الحي إلا كل عشرة أيام مرة وتكون ضعيفة .. علما أن الأهالي اقترحوا ضرورة تبديل الخط أكثر من مرة , لكن لا مجيب حتى الآن !!
رئيس البلدية أشار إلى أن السبب في نقص المياه يعود إلى أن الخزان الذي يتم تجميع المياه فيه يعاني من التصدعات , مما يقلل من كمية المياه المجمعة فيه ناهيك عن موقعه غير المناسب لطبيعة البلدة , منوها أن عددا من المنازل لم تكن تصلها المياه إلا نادرا ..
وأضاف : ازدادت مشكلة نقص المياه مع التوسع العمراني الذي شهدته البلدة في السنوات الأخيرة, إضافة لارتفاع المنازل عن مستوى خزان المياه المغذي للبلدة ,وحاليا تصل المياه للأهالي كل ستة أيام مرة , لافتا إلى أن الحل يتمثل في بناء ‏خزان جديد في أعلى نقطة بالبلدة وأن الدراسة الخاصة به قد انتهت .. وكحل إسعافي قامت البلدية حاليا بزيادة عدد «السكورة» بحيث يشرب الأهالي القاطنين في المناطق المرتفعة أو في نهاية الخطوط , «على طريق الشنية » مثلا …
بناء خزان جديد
و أكد المهندس فايز حجل رئيس وحدة المياه بالبلدة كلام رئيس البلدية أن الحل يتمثل بوجود خزان جديد سعته أكبر وموقعه يناسب الطبيعة الجغرافية للقبو كون الصيانة للخزان الموجود «غير مجدية» حتى تصل المياه لجميع السكان , وحاليا سيتم تركيب «سكر » في الحارة الواقعة على طريق عرقايا كونها تعاني من نقص المياه , ويضطر الأهالي لشرائها من الصهاريج ..
وأشار إلى أن عدد ساعات الضخ يوميا تصل لحوالي (22) ساعة , وعدد المشتركين 1418 مشتركا , بمعدل 1100 م يومياً , أما كمية الضخ لشهر أيار فبلغت (38680) م3 بغزارة مياه 66 م3/سا , وعدد ساعات التشغيل الشهرية 632 ساعة ..
زيادة ساعات الضخ
أما عامل الشبكة فأجاب عن سبب وصول المياه لأحياء أكثر من أحياء أخرى بسبب توزع خطوط الشبكة بطريقة تناسب طبيعة البلدة , فحتى يتم إرواء أحد الأحياء مثلا يتطلب مرور المياه ببعض خطوط الحي المجاور مما يجعلهم ينعمون بالمياه لفترة أطول , علما أن هناك أحياء لا تصلها المياه إلا في ساعات الليل المتأخرة حتى يخف الضغط على المياه «حارة العتيق» مثلا , وقد تصلهم ضعيفة مما يضطرنا لزيادة عدد ساعات الضخ أحيانا ..
واقع النظافة
أشار رئيس البلدية إلى أنه يتم ترحيل القمامة يوميا , أما في الأحياء الفرعية 3 أيام بالأسبوع بجرار البلدية إلى مكب القمامة في قرية الشرقلية الواقع على طريق عرقايا , ويتم ترحيلها يوميا من المكب من قبل المتعهد .
وأضاف : نحتاج وجود شاحنة صغيرة أو سيارة ضاغطة لنقل القمامة كون أجور الصيانة تذهب للجرارين اللذين يتم ترحيل القمامة بهما حيث تصل كلفة الصيانة تقريبا مليون ليرة سنويا , كون المسافة التي يقطعها الجرار إلى أوتان 15 كم يوميا لترحيل القمامة .
تسهيل الخدمات
يوجد في القبو دائرة تتبع لمديرية المالية في حمص تقوم بتقديم العديد من الخدمات لأهالي البلدة والقرى المجاورة لها مثل براءة ذمة مالية لعقود البيع والشراء للعقارات وتوثيق عقود الإيجار , وغيرها من الخدمات الأخرى لتسهيل أمور المواطنين وتخفيف الأعباء المادية والجسدية واضطرارهم للسفر إلى المدينة لاستخراج تلك الأوراق ..
نافذة واحدة
وأشار رئيس البلدية : إلى أن البلدية تحاول ضمن الإمكانيات ‏تنفيذ المشاريع التي تخدم المواطنين وتساهم في تحسين الوضع الخدمي بالبلدة‏ ومنها ما يتم حاليا لترميم أحد الأبنية وتجهيزه ليكون مركز نافذة واحدة لتيسير أمور المواطنين في المنطقة , حيث سيتم التدشين مع بداية الشهر العاشر من العام الجاري .
الوحدة الإرشادية
اشتكى بعض المزارعين من عدم وجود المساعدات الزراعية «أدوية» التي تقدم للمحاصيل وخاصة للزيتون ..
رئيس الوحدة الإرشادية علي صقر قال : تشتهر القرية بغطائها الشجري الكثيف المتنوع ففي أراضيها تزرع أشجار الزيتون والكرمة والتين واللوز والتفاح .
وذكر أن فلاحي القرية يزرعون العديد من المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والخضراوات والبصل ويربون الحيوانات كالأبقار والأغنام, والدواجن…
وأضاف : نقوم بالإشراف على كل ما يخص الإنتاج الحيواني «التلقيحات الصناعية , المعالجات الصحية , والإشراف على المداجن « , إضافة إلى العمل على إعداد برامج إرشادية للمحاصيل الأساسية الموجودة «مكافحة أمراض نباتية , تنفيذ بيانات عملية وغيرها , وهناك برامج إرشادية للمرأة الريفية ودورات تتعلق بالصناعات المنزلية والغذائية وغيرها ..ومكافحة فأر الحقل ..
توسيع المركز
يقدم المركز الصحي بالقبو العديد من الخدمات للأهالي حيث يوجد عيادة سنية ومخبر وجهاز نقال صغير للتصوير الشعاعي البسيط «تصوير أطراف» , كما يقدم الخدمات الاسعافية واللقاحات للأطفال و رعاية المرأة الحامل , كما يوجد كادر طبي وتمريضي جيد , لكن المشكلة « حسب الأهالي» هي ضيق المكان وحاجته للتوسع حتى يستطيع استيعاب أكبر عدد ممكن من الحالات يوميا ..
بحاجة لتوسع
أشار رئيس البلدية إلى أن شبكة الكهرباء قديمة , وبحاجة للتوسع بكافة الاتجاهات , مشيرا إلى وجود مناطق توسع ولا يوجد فيها عمود كهرباء واحد , منوها بأن المواطن الذي يرغب بوصول الكهرباء لمنزله في مناطق التوسع «التي لا يوجد فيها أعمدة », يترتب عليه دفع تكلفة تركيب عمود الكهرباء والتي تصل إلى 130 ألف ليرة (إذا كان خشبيا ) , ونصف القيمة لذوي الشهداء .
مركز ثقافي
يقوم المركز الثقافي بكافة الأنشطة الثقافية من أمسيات شعرية ومحاضرات وندوات يشارك فيها عدد كبير من الشعراء والأدباء من البلدة ومن خارجها .. ويعتبر واحداً من المعاهد التي تعنى باهتمامات الجيل الشاب بفضل الدورات التي يقيمها على مدار العام بأسعار رمزية تناسب الجميع مما يجعله رديفاً ثقافياً لأنشطة المراكز الثقافية في المنطقة .
طرق زراعية
هناك العديد من الطرق الزراعية التي تحتاج الى تعبيد كطريق العوصية – القبو وهو بديل عن الطريق العام (حمص- مصياف ) ويصل القبو بالقناقية أيضا , وهو مدروس بتكلفة «80» مليومن من قبل مديرية الخدمات الفنية ولم ينفذ حتى الآن علما أن هناك وعودا كثيرة بتنفيذه منذ عام 2016 , وحتى الآن لا جديد ؟!!
كذلك طريق خربة شهلة الواصل إلى طريق أوتان يحتاج أيضا إلى تعبيد , وطالب البعض بضرورة إزالة الأعشاب المنتشرة على أطراف الطرق خوفا من اندلاع الحرائق خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ..
تسعيرة زائدة
اشتكى الأهالي من قيام أصحاب السرافيس العاملة على خط القبو – حمص برفع تسعيرة الركوب إلى (200) ليرة علما أن التسعيرة النظامية 140 ليرة , وأنهم لا يتقيدون بعدد الركاب الذي يستوعبه السرفيس بل يكدسون الركاب طمعا في الأجرة الزائدة .. وطالبوا بضرورة تسيير باص نقل داخلي أسوة ببعض القرى ..
نوعية سيئة
أما فيما يخص الخبز فقالوا : نوعيته سيئة في أغلب الأحيان , ووزن الربطة لا يصل إلى (1000) غ , وطالبوا بضرورة تحسين صناعة الرغيف حتى يكون صالح للاستهلاك البشري ..
أخيراً :
تعتبر القبو من البلدات التي تتوفر فيها الكثير من الخدمات قياسا لبعض القرى التي لا تحظى بوجودها ولكن مشكلة نقص مياه الشرب تعكر صفو الأهالي فيها , نتمنى أن يكون الحل ببناء خزان جديد قريبا حتى ينعم الأهالي بمياه الشرب مجددا ..
بشرى عنقة

المزيد...
آخر الأخبار