لعل من نافلة القول إن صحبة الكبار ترتقي بالنفس وصداقاتهم تعلي الشأن وترضي الضمير، وأقصد بالكبار العبد الفقير لله تعالى إنني سعيت وما أزال لصداقة أهل الفكر والأدب والثقافة، ممن هم ، في الواقع، ثروة للوطن وللأجيال، وأدهشني في هؤلاء / سمو نفوسهم، وسعة معارفهم، وأدهشني أكثر، وهذا ما نتوقعه من هؤلاء الكبار عشقهم للوطن ورموزه وللغة العربية وللتاريخ العربي ثقافة وأدبا ً وفكرا ً .
المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب العرب، مناسبة للقاء هؤلاء، ولو لدقائق لكل منهم، وقد سبق لي أن تشرفت ، خلال زياراتي لدمشق، بزيارات هؤلاء والاستماع لهم ، وكنت أقدم لهم، بتواضع طالب العلم وطالب النصح ، بعض كتبي ، لاسيما رواياتي ، وكنت أشكرهم لقبولها مني …!!
في حضرة الكبار أمثال د . محمود السيد و د. لبانة مشوح ود. حسين جمعة ود. محمد الحوراني وأدباء كبار ومفكرين أمثال: توفيق أحمد
ود. جابر سليمان وأنيسة عبود ومنذر يحيى عيسى ود. سليم بركات ود. علي دياب وغيرهم ، في حضرة هؤلاء تشعر أن الدنيا بألف خير، وأن الكلمة لها دور في تخطي ما نحن فيه من أزمات ، والأهم ، عند هؤلاء، هذا التفاؤل بأن سورية ، هي طائر الفينيق الخالد ، ستعود أجمل مما كانت…..!!.
الأجمل والأرقى في المؤتمر هو الصراحة والبوح والتحدث بشفافية عن مرحلة مضت ومرحلة قادمة ، وأن اتحاد الكتاب العرب في سورية هو بيت الأدباء والمفكرين من أعضائه ، وقد أكرم القائد المؤسس حافظ الأسد هذا الاتحاد بأن جعل راتباً تقاعدياً لعضو الاتحاد ، و قال لي ذات مرة الدكتور محمود السيد أنه وهو العارف بأمور الكتاب في كثير من الدول ولاسيما من خلال عمله في جامعة الدول العربية ، أنه لم يجد مثيلا ً لهذا القانون – المكرمة ( الراتب التقاعدي للكتاب ) بأي بلد من بلدان العالم ..!!.
دمشق، كانت على موعد في السادس والعشرين من الشهر الماضي ، مع صانعي الكلمة … أهدتهم شمسها المشرقة ، وهم الذين ارتقوا بنتاجهم الأدبي والفكري ، بالوطن وتمسكوا بترابه ولم يفلح الحاقدون والمتآمرون في الخارج ، وبعضهم كان هنا ، يزعزعه إيمان الكاتب السوري بقدسية التراب السوري وعشق سورية الروح والقلب..!!
في مكتبة الأسد ، هذا الصرح العملاق ، يلتقي صانعو الكلمة صانعو الإبداع ليقولوا : حروفنا وكلماتنا منذورة لهذا الوطن .. فالسلام عليكم أيها المبدعون ..!!.
عيسى إسماعيل