يوم الجلاء هو الدنيا وزهوتها لنا ابتهاج وللباغين إرغام.. السابع عشر من نيسان ليس كباقي الأيام بالنسبة للسوريين،يوم أشرقت فيه الشمس من عام1946 وقد تحقق جلاء المستعمر الفرنسي عن كامل الأراضي العربية السورية مرغما ،فقد ذاق الويلات وواجه شعباً يرفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال الوجود الاستعماري فوق أراضيه،شعب يرفض الخضوع ،شعب مستعد أن يجوع ويعطش مقابل أن يحصل على حريته.
الجلاء تحقق بالقوة وباعترافات المستعمر الفرنسي الذي وجد نفسه في جحيم بدأ مع دخوله إلى سورية بعد معركة ميسلون التي استشهد فيها وزير الدفاع في الحكومة السورية يوسف العظمة والذي أبت كرامته ووطنيته أن يدخل المستعمر إلى دمشق وكأنه في نزهة،هكذا هم السوريون على استعداد دائم لأن يقدموا الدم فداء لتراب سورية وهم يواصلون مسيرة العطاء والدفاع عن الوطن مهما تغير شكل الغازي ولونه وهويته وعرقه.
ما أشبه الأمس باليوم وإن اختلفت نوعية المواجهة وشكلها لكنها تجسد إرادة الشعب الذي طرد المستعمر الفرنسي وحقق الجلاء،إرادة وعزيمة لا تلين حتى يتحقق الجلاء الأكبر ويعود كل شبر من أرض الوطن إلى حضنه الذي كان على الدوام الملاذ الآمن في مواجهة شرور الأعداء من المستعمرين والمتآمرين والحاقدين.
عادل الأحمد