تحية الصباح.. 17نيسان ..عيد الوطن !!
السابع عشر من نيسان ليس يوماً عادياً ، عندنا نحن السوريين
السابع عشر من نيسان ” عيد ” هو أجمل أعيادنا ، هو ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي بعد ستة وعشرين عاماً من الاحتلال البغيض لبلدنا .
لم يترك المحتل الفرنسي جريمة إلا و ارتكبها ، وفي ” أدبيات ” المحتل وتاريخه لا يذكر أنه مستعمر بل إن ما قام به هو ” انتداب ” ليؤهلنا كي نتمكن من حكم أنفسنا بأنفسنا وهذه خديعة وكذبة كبيرة من أكاذيب التاريخ .
منذ دخل المحتل على رأس جيشه بأحدث الأسلحة والمعدات والذخائر ، في ذلك الوقت حزيران 1920 وحتى خروج آخر جندي له مهزوماً مدحوراً في السابع عشر من نيسان عام 1946 لم تهدأ الثورات في كل بقاع سورية رفضاً للمستعمر وإصراراً على الاستقلال والحرية والسيادة .
وواقع الحال أن لقوات المستعمر الفرنسي احتلت الساحل السوري قبل معركة ميسلون أي في أواخر عام 1918 وتصدى لها المقاومون في ثورة منظمة هي ثورة الشيخ صالح العلي التي أنهكت القوات الفرنسية الغازية واضطرتها للتمركز في أماكن محدودة في المدن والجبال الساحلية .
هنا ثمة واقعة لا يعرفها الكثيرون وهي أن الشيخ المرحوم صالح العلي قد جاء في مهمة خاصة إلى بلدة القبو وأقام في دارة آل بركات لثلاثة أيام واصطحب معه متطوعين من القبو والقرى المجاورة ، وكان من بينهم جدي عيسى خليل مصطفى إسماعيل و اشترط الشيخ القائد أن يأخذ كل متطوع معه بندقية وذخيرة وهكذا كان . .
هذه الحادثة وثقها الباحث المرحوم المحامي يوسف غالة في كتابه ثورة الشيخ صالح العلي بالتفصيل ـ ووردت في عدد من الكتب مثل كتاب الدكتور المرحوم عبد اللطيف يونس / ثورة الشيخ صالح العلي /.
غير أن العاصفة الأكبر التي أنهكت المستعمر الفرنسي كانت الثورة السورية الكبرى 1925-1927 بقيادة المجاهد المرحوم سلطان باشا الأطرش وكانت ساحتها أغلب المدن السورية وقد أطلق الأطرش عبارة / الدين لله والوطن للجميع / كشعار من شعارات الثورة فتحية لروحه الطاهرة وأرواح المجاهدين أمثال إبراهيم هنانو وأحمد مريود وأدهم خنجر وعبد الرحمن الشهبندر وغيرهم .
تاريخنا المجيد الحافل بالتضحيات والبطولات ، مصدر فخر وعز لنا ، فتحية إلى أبطال الجلاء والشهداء الذين كتبوا بدمهم ملحمة الجلاء قبل ثمان وسبعين سنة ..
والجلاء الأكبر والانتصار عندما ننظف وطننا مما تبقى من رجس الإرهاب ، بفضل تضحيات جيشنا وشعبنا وحكمة قائدنا .
عيسى إسماعيل