شركة تصنيع العنب ضمانة للفلاح وعامل ضبط للأسعار.. صندوق الجفاف يتقاضى نسبة ولا يساهم بالتعويض!!

تعتبر شركة تصنيع العنب في زيدل والتي أحدثت في العام 1970 من الشركات ذات طابع اقتصادي بحت بهدف تسويق منتج المزارعين الأكبر في القرى المحيطة , و تخفيف حدة تحكم تجار القطاع الخاص بأسعار الأسواق..
وعبر السنوات الطويلة يبدو أن الشركة كانت مساهماً فعالاً في ضبط الأسعار بالسوق , ورغم عدة كبوات مرت إلا أنها و منذ موسمين متتالين تتخذ العديد من الإجراءات غير الروتينية و تعمل للعودة إلى مكانتها وأن تعود السند الحقيقي للمزارع.
وشهدنا خلال العام الماضي النقلة النوعية في آلية العمل وارتفاع حجم المحصول الذي تم تسليمه للمعمل بعد أن قامت الشركة بخطوة استباقية ووزعت مبلغ خمسين ألف ل.س كسلفة عن كل طن من العنب ينوي المزارع تسليمه للشركة ..

50 ألف لكل طن
وفي هذا العام يبدو أن الشركة تستعد للموسم بشكل جدي و بخطوات سباقة..
العروبة التقت عدداً من رؤساء الجمعيات الفلاحية في المعمل وهم رؤساء جمعيات زيدل والجميلية والروضة وأم دولاب (المظهرية) والفحيلة وأبو دالي والذين أكدوا أن التواصل مع إدارة الشركة لم يتوقف منذ انتهاء تسليم المحصول السابق و أكدوا بأن التحضيرات لتسليم المحصول الجديد بدأت بشكل فعلي وتم إبرام عقود مع الجمعيات الفلاحية لتسويق محصول العنب لعام 2019 لمن يرغب من الفلاحين حسب التسعيرة التي ستصدر من اللجنة الاقتصادية المركزية بسلفة 50 ألف لكل طن، ويرى المزارعون أن السعر المنصف للفلاح بحدود 150 ل.س لكل كيلو غرام واحد بحيث تتناسب مع ارتفاع مستلزمات الإنتاج .
تقدير الإنتاج
وعن تقدير الكميات عند كل مزارع ذكر رؤساء الجمعيات أن ذلك يتم بعد جولات ميدانية يقوم بها مجلس إدارة الجمعية ويكون التقدير حسب إنتاجية السنوات السابقة و مساحات الأراضي وحسب الظروف الجوية والكميات المسلمة بأغلب الأحوال تكون قريبة مما تم تقديره بزيادة أو نقصان 25%
وذكروا بأن جمعية الفحيلة تعاقدت على تسليم 140 طناً من العنب العصيري و جمعية الجميلية 200 طن والمظهرية 36 طناً والروضة 523 طناً مشيرين إلى أن الكميات تتزايد حسب إنتاج الجمعيات المنتجة و البالغ عددها 12 جمعية و يتوقع أن يصل الإنتاج الكلي لحدود 15 ألف طن وهي كافية لتلبية حاجة القطاع العام و الخاص و سوق الهال.
وضوح بآلية الدعم
بدوره المهندس جرجس حموي مدير شركة تصنيع العنب أكد أنه يتم بشكل متتابع رفد المعمل بالسيولة المالية لاستيعاب كل كميات إنتاج الفلاحين كون الموسم المتوقع كبير
مشيراً إلى أن رصيد الشركة حالياً بحدود 200 مليون ل.س , و لغاية شهر آب تعمل الشركة على تأمين السيولة اللازمة لاستيعاب كميات تزيد عن 3500 طن .
مؤكداً أن آلية الدعم واضحة لكل مزارعي العنب ..
وأضاف حموي: نسعى للحصول على مستوى دعم عال من هيئة دعم الصادرات لرفع سعر كيلو العنب من 140 ليرة إلى 150 ل.س , وزيادة الثقة بين الفلاح و المعمل .
يأخذ و لايعطي ؟!
وأشار المزارعون الذين التقتهم العروبة أن صندوق الكوارث والجفاف يتقاضى نسبة تصل إلى 3 بالألف من المبيعات ولكن دوره معدوم تماماً بالنسبة لمحصول العنب ولم يقم بالتعويض عن الأضرار في أي موسم سابق …
موسم مبشر
فداء العكاري رئيس جمعية الروضة قال : قمنا في العام الماضي بتسليم 310 أطنان … وهذا العام من المتوقع أن نسلم 523 طناً , مشيراً إلى أن السعر في العام الماضي كان جيداً حيث تم تحديده بقيمة 125 ل.س مع 3 ليرات أجور نقل و بعدها رفدت بعشر ليرات أي أن سعر الكيلو كان بحدود 138 ل.س ..
وأشار العكاري إلى أن بعض الكروم في الموسم الماضي تضررت نتيجة أمطار الربيع بنيسان والتي تسببت بالبياض الزغبي … مؤكداً أن الأمر الذي زاد الطين بلة هو تناقض التعليمات من قبل المتخصصين حيث تمت في بعض القرى عملية رش وقائي من البياض الدقيقي , ولكن كان من الضروري مكافحة البياض الزغبي وليس البياض الدقيقي ..
من جهة ثانية أشار بعض المزارعين إلى أنه من الضروري تقديم دعم حكومي لمحصول العنب ولو عن طريق تقديم رشة وقائية على الأقل خلال الموسم..
ضمانة للفلاح
وأكد رؤساء الجمعيات أن توريد الموسم للمعمل هو حماية بالدرجة الأولى للفلاح وهي الرافعة التي يناور عليها تاجر القطاع الخاص كما أنه عنصر الضبط الفعال للسوق
وأكدوا أنه يوجد عدد من الجمعيات والفلاحين يسوقون للمعمل بما يضمن حق الطرفين خاصة أنه مقام في أراض مزروعة بالعنب ويستلم العنب (دوكمة) والحسم لايتجاوز 2,24% ولاتلاعب بالأوزان .
بينما في حالة التسويق لسوق الهال تصل الحسميات إلى 7% عدا عن عمليات التلاعب بالوزن وانتقاء الأفضل من العنب ورفض الباقي..
إعفاء يؤدي لزيادة الدعم
وأضاف حموي أن إعفاء منتجات الشركة من رسم الإنفاق الاستهلاكي يمكن الشركة من المناورة أكثر والتدخل بالسوق بشكل أقوى وهو مطلب متكرر من قبل الفلاحين لكنه لم يقابل بالإيجاب من قبل وزارة المالية ..
مشيراً إلى أن قيمة رسم الإنفاق الاستهلاكي مع غيره من الرسوم وصلت في العام الماضي إلى 170 مليون ل.س .
وأضاف: قمنا هذا العام بعرض مشروع تشاركي مع الجمعيات الفلاحية حيث سيتم الاتفاق على شراء تفل العنب بسعر 15 ليرة و بيعه علفاً للحيوانات , كما تتم دراسة إعطاء كميات من العرق إنتاج المعمل لتبيعه بسعر التكلفة و تحقق ريعاً إضافياً للجمعية و الفلاح .
وأكد أن الحل الوحيد للنهوض بالواقع الإنتاجي للشركة وبالواقع الاقتصادي للمزارع هو ابتكار حلول تشاركية و إبداعية بعيدة عن النمطية و الروتين .
وأشار حموي أن فكرة تعبئة المازوت للجرار الذي ينقل المحصول في أرض المعمل كانت فكرة جيدة ولاقت تجاوباً و ترحيباً من قبل المزارعين وشجعتهم على تسويق محصولهم إلى المعمل ..
كما أن الشركة في العام الماضي بدأت باستجرار العنب حسب درجة حلاوته والتي يتم تقديرها بعد زيارات ميدانية بحيث تكون درجة الحلاوة مناسبة للوزن و لم يكن تاريخ الاستلام واحداً لكل المناطق حيث بدأنا الاستلام من الروضة بتاريخ 25 آب بينما في المخرم بدأ الاستلام في 13 أيلول وهي خطوة ساهمت بتوريد أكبر كمية ممكنة من المحصول ودون ازدحام حيث لم تتجاوز مدة مكوث كل جرار في المعمل العشر دقائق بشكل وسطي..
وأضاف : رغم كل التسهيلات إلا أننا حتى الآن لا نجد التجاوب المفترض من قبل بعض الجمعيات وهو أمر غير مقبول …
تعاقد على 3609 أطنان
واكد حموي أن الشركة لديها جاهزية لاستيعاب 8 آلاف طن فنياً وخلال العام الحالي تم توقيع عقود مع الفلاحين لاستلام كمية من العنب وصلت إلى 3609 أطنان و منح سلف بقيمة 117 مليون ل.س مشيراً إلى أن الجمعيات التي تم التعاقد معها هي جمعيات زيدل وفيروزة وأبو دالي والروضة والفحيلة والجميلية وجديدة الشرقية وبادو وأم دولاب ونوى والثابتية والمشرفة ونسيم القاسم والرقامة …
أما بالنسبة للعام الماضي قامت الشركة باستلام كميات من العنب من الجمعيات الفلاحية في المحافظة بمقدار 4168 طناً بقيمة 531 مليون ل.س و تم تسديد قيمتها نقداً عند التسليم.. وسددت الشركة قيمة جميع مستلزمات الإنتاج من سيولة الشركة من دون أي ديون وبلغت القيم المسددة حوالي 975 مليون ل.س و ذلك بعد سلفة مسبقة بقيمة 50 ألف ليرة لكل طن منذ بداية العام وفق عقود مع الجمعيات الفلاحية..
وأشار إلى أن الشركة تمكنت من تصدير 11 ,520 طناً من العرق المصنع إلى أمريكا وأوروبا ووصلت الأرباح خلال الموسم الماضي إلى 170 مليون ل.س ..
أما بالنسبة للموسم الحالي فأشار الحموي أنه من المتوقع استلام 5 آلاف طن من العنب و تعبئة 700 طن عرق و 25 طناً من النبيذ و 5 أطنان براندي و 5 أطنان كحولية …
محمد بلول

المزيد...
آخر الأخبار