أحلام وردية تهبط علينا مع بداية صباحات الصيف الذي انتظرنا قدومه بفارغ الصبر بعد شتاء بارد ،قارس ، استعدنا فيه حريتنا بعيداً عن المدافىء وروائحها العابقة بالشحار المتطاير ليستقر في جهازنا التنفسي المتعب من عوامل الطبيعة ..
فصل نرتاد في رحابه المنتزهات والمواقع السياحية إذ تتفتح الورود والياسمين وتنبسط البراري أمام ناظرينا بخضراواتها اليانعة ،وتبدأ دورة الحياة ،يفترش خلالها الفرح قلوبنا ..لكنها تبقى فرحة ناقصة سرعان ما تختفي لنعود إلى يقظتنا القاسية التي استبدت بنا كلما أوغلنا في حر الصيف وما يصيبنا من عضات ولدغات ولسعات أشكال من البعوض والناموس وحشرات أخرى مؤذية ناقلة للأمراض تتراقص فوق وجوهنا وأيدينا وأرجلنا الهاربة من الأغطية (سلاحنا الوحيد )لنقع فريسة الحشرات المتحفزة الباحثة عن تفاصيل الجسد المنهك ،والداخلة في منافسة غير شريفة مع غلاء المواد الغذائية وجشع التجار المتقمصين دور دراكولا (مصاص الدماء الشهير )لسحب البقية الباقية من دمائنا الطازجة ،ليحرموننا معاً من النوم والراحة وليسيطر على أرواحنا الضجر ،نتخبط في دياجير الليل المظلم نضرب أخماساً بأسداسٍ في كل ناحية من نواحي حياتنا الصعبة .
لنطلق في النهاية صرخة مدوية نوجهها للمعنيين للقيام بحملة رش المبيدات والتي باتت ضرورة ملحة خاصة في المرافق العامة والمنشآت السياحية والدوائر الرسمية والشوارع وفي الأحياء كافة ،خاصة البعيدة عن مركز المدينة وحول مواقع تجميع القمامة والحاويات ..
إذ ان حملات رش المبيدات للقضاء على الحشرات قليلة ، و بتنا بحاجة للتخلص من المنغصات كي تتدفأ الروح بين أحضان الطبيعة الغناء ،فما زلنا في بداية الصيف ومازال في الوقت متسع لعملية الإنقاذ ….
عفاف حلاس
المزيد...