الروتين وضيق ذات اليد كماشتان يطبقان على أنفاس المواطن الذي بات ينظر أمامه ويتمعن قبل أن يخطو أي خطوة باتجاه مباهج الحياة وإغراءاتها والتي يخبو بريقها بمجرد أن يصل إلى دفع مستحقاتها التي يزداد سعيرها تحت مسمى( خدمة المواطن) وأية خدمة التي تجعلنا نلقي بعضها في مهملات حياتنا والتي باتت ” من وجهة نظرنا” من الرفاهيات ونلهث وراء الأكثر ضرورة في محاولات يائسة لتنقيح الحاجات وغربلتها لنصطدم بمضاربات القنص التي يتخذها البعض وسيلة لزيادة الربح وكأننا نعيش سباقاً بين الزمن وارتفاع الأسعار الذي يجن جنونه خلال مدة زمنية قصيرة ينعكس على سلوكنا وأدائنا…. نتقافز مرعوبين يخيفنا ارتفاع أسعار متطلبات الحياة و الخدمات مع ما تحمله من سوء الخدمة يعني( اسم على غير مسمى) التي لا نستطيع اتقاء شرها نظرا لأهميتها في حياتنا بعد غياب دور التلفاز ووسائل التسلية الأخرى الذي ابتلعه انقطاع الكهرباء لساعات طويلة …بعدما تفاءلنا خيراً في شهر رمضان وأيام عيد الفطر…(لتعود حليمة لعادتها القديمة)و نعود نحن (حليمات لعاداتنا القديمة) نعيد حساباتنا ألف مرة في ترتيب نقودنا الورقية وعدّها بحيث نفتح عينا على (خدمات النت) وعينا أخرى على حاجاتنا المختلفة …نعيش حياتنا اليوم لاهثين في سبر الأسرار وراء ارتفاع الأسعار المتكرر للخدمات كافة… هي محنة محدقة بنا تحول بيننا وبين نفحة التفاؤل (الذي يضفيه علينا الاطلاع على جديد الأحداث ومستجدات الحياة) .
عفاف حلاس