يبدو أن الفراق بين أصحاب الدخول المنخفضة ولحمتهم أصبح حقيقة واقعة في ظل ارتفاع أسعارها بشكل ملفت خاصة خلال الفترة الأخيرة وكي لايشطح الخيال بعيداً ،وكي لا نتهم الفقراء بتهمة تناول اللحوم ،نقول إن لحمتهم شقيقة الخبز ومن لا يستطيع تأمين وجبة كما الناس المقتدرين ،يلجأ إليها وإذا ماتوفرت يعتبرون أنفسهم في مأمن من الجوع.
إنها البطاطا،حزام الأمان والتي تعد من الزراعات الناجحة في بلدنا وبكثافة لدرجة أن زارعيها كانوا يعجزون عن تصريفها وخاصة عندما تنهار أسعارها بسبب العرض الكبير مقابل الطلب
ويبدو أن التخطيط الزراعي أوصل المادة إلى أماكن أصبح بالإمكان احتكارها وتحقيق أرباح كبيرة من خلال ذلك
بين ليلة وضحاها تعلن الحكومة عن السماح للمستوردين باستجرار البطاطا المصرية ولفترة محدودة كي يتم تأمين المادة فماذا كانت النتيجة؟ ارتفعت أسعارها ووصلت لمستويات لم نعهدها من قبل في صورة تحاكي الذي حصل عند استيراد البصل المصري الذي دخل على بطاقة الدعم الذكية وبأسعار مازالت مرتفعة حتى الآن ،فهل تدخل البطاطا إلى المقننات خوفاً من الاحتكار كما كانت الحجة؟ ولماذا البطاطا من مصر أيضاً….يبدو لأن مصر هي السوق الأرخص والأقرب وليس غير ذلك و لو كانت من بلدان ما وراء البحار ربما كانت ستباع في الصيدليات..!!! نعلم أن الأسعار مرتفعة وقد تكون في كل دول العالم وهي قابلة لتحقيق ارتفاعات أخرى وهذا سيزيد معاناة المواطنين خاصة إذا كانت دخولهم لا تكفي لتأمين البطاطا خلال شهر مدة استحقاق الرواتب،يعني لم يعد بالإمكان ترديد أغنية “الصبوحة”…”تغديني جبنة وزيتونة وتعشيني بطاطا” ….رحمة الله عليها فقد كانت تعيش في بحبوحة…!!!
عادل الأحمد