بعد حرب طويلة دامت اكثر من ثمانية سنوات خرجت الى مجتمعنا أنماط جديدة من الاستغلال و طرق متعددة لإضعاف قيمة الليرة الشرائية وبالتالي إنهاك الاقتصاد الوطني وإفقار المواطن الذي عانى وما زال يعاني من مفرزات هذه الحرب الظالمة التي حرمته حتى من ابسط الحقوق فأصبح أقصى ما يتمناه هو تأمين رغيف الخبز و اسطوانة الغاز و بضع ليترات من المازوت لتدفئة أسرته هذا الواقع عاشته اغلب الأسر السورية و صمدت و صبرت، بالمقابل هناك من تاجر بلقمة عيش المواطن و استغل حاجاته بزيادة الأسعار بسبب و بدون سبب مختبئا خلف ستارة ارتفاع الدولار الذي أصبح يتحكم بكل صغيرة وكبيرة ومتناسيا ضميره الذي دفنه منذ بداية الحرب و سار مع تيار الدولار وما يزيد الأمر سوءا هو انه رغم هبوط قيمة الدولار في بعض الأحيان إلا ان الأسعار تبقى محلقة باستمرار و لم يحدث مرة ان سمعنا أن سعر سلعة ما قد انخفض بعد ارتفاعها وتكثر التساؤلات هنا من قبل المواطن الذي يئن تحت وطأة غلاء الأسعار و عدم قدرته على تأمين ابسط مستلزمات حياته كيف سيكون مستقبله و مستقبل أبنائه و الى متى سيستمر هذا الوضع المعيشي الصعب وحتى هذه اللحظة لا يجد إجابة واضحة لتساؤلاته وعلى الرغم من العديد من حملات دعم الليرة السورية و التشجيع على مقاطعة البضائع الأجنبية و تجار الأزمة إلا أنها كانت ضمن إطار ضيق و لم تلق الانتشار المطلوب لذلك حققت نتائج متواضعة و من الضروري العمل بروح أقوى و بتعاون اكبر بين مختلف الفعاليات لدعم الليرة وحمايتها و بالتالي دعم الاقتصاد الوطني و تحسين الحالة المعيشية للمواطن.
نأمل ان يتم ذلك خلال الأشهر القليلة القادمة..
لانا قاسم
المزيد...