نقطة على السطر..الحقل والبيدر….

قلما يتوافق حساب الحقل مع حساب البيدر،وغالبا مايكون الحساب في الاتجاه السالب،مثال يعرفه ويردده من يعملون في الزراعة والإنتاج بمختلف أشكاله.
الموسم الشتوي الحالي أوضح تطبيق عملي للمقولة،فعلى الرغم من الموسم المطري الذي كان وفيرا،لكن النتيجة كانت معكوسة وكأن الطبيعة تحالفت مع كل الظروف القاسية الأخرى لهزيمة المنتجين بالضربة القاضية.
فقد تعددت المنغصات التي ساهمت في زيادة المدفوعات المتوجبة على المزارعين من أجل تقديم القمح وغيره من الزراعات،الحراثة والسقاية والحصاد،كلها مرتفعة التكاليف بسبب ارتفاع أسعار المازوت ،والكميات التي تعطى منه للمزارعين لاتكفي أو ربما لاتعتبر داعما لمن لايمتلك الجرار الزراعي الذي يتحكم أصحابه ويرفعون التكلفة كما يشاؤون.
أما الطبيعة فيكفي من غضبها يومان كي يلفح محصول القمح ويتدنى إلى مستويات غير اقتصادية،أرقام الإنتاج في وحدة المساحة المروية والبعلية مخيفة ومن أدنى كميات الإنتاج وكأننا نزرع في صحراء قاحلة،وهذا مؤشر خطير جداً على مستقبل الزراعة.
وللعلم لفحة القمح خاصة ليست حديثة ويعاني منها المنتجون منذ سنوات طويلة دون الوصول إلى حل جذري لها والذي يحتاج إلى البحث الجدي والسريع وقد يكون من خلال زراعة أصناف تتحمل الحرارة الشديدة والجفاف وبنفس الوقت تعطي إنتاجا ذو مردود اقتصادي قبل فوات الأوان.
أعتقد أننا نطلب المستحيل في بلد فيه كليات زراعة في كل الجامعات الحكومية وعلى أساس أنه هناك أيضا مراكز أبحاث مختصة في مختلف الجوانب ،لكن ماتزال دون أن نرى منها مايدل على ماهو من خلال التطبيق العملي.
عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار