ننتظر طويلاً . نضع أيدينا على خدودنا واجمين آملين في حل مشكلة اعترضتنا أو علاج مرض استشرى و فرّخ حولنا ،أو إصلاح عطل معين و ربما ننتظر تحسين وضع معيشي أقض مضجعنا نستسلم خلال ذلك لأمل كاذب و تفاؤل في غير محله ينقلنا من ضفة حياة صعبة لها إشكالياتها و تعقيداتها إلى ضفة أخرى أكثر أماناً و اطمئناناً
نأمل كثيراً في الحلول السريعة لأن علاج أي وضع أو مشكلة يكون في أوله أسهل و أكثر متانة و قوة فإذا أهملناه يكبر و تتطاول أذرعه و أرجله ليكبر معه الوجع و يزيد التحدي و العناد ليستعصي على الحل و حين ينبثق الأمل أمام ناظرينا ببوادر بدء التنفيذ نهتف تشجيعاً و تغنياً بالأحلام المحنطة لنصطدم بواقع العمل الذي يسير على ساق واحدة و ربما بأعين مفقودة لذلك نغضب نثور ننفعل لأننا لم نلق ما يرضي طموحنا ، أو يعجبنا و يثير اهتمامنا و يرضي أمانينا و أحلامنا فسرعان ما نلوي عنق انفعالنا و نكبت ابتسامة صفراء باهتة يدفعنا سوء التنفيذ إلى وقف مطالبنا و ننزوي داخل قوقعة خيبتنا نسجل ملاحظاتنابسرية خرساء حول فشل طموحنا نحاول من جديد إحياء أمل خادع و الحصول على طمأنينة جديدة لتتكرر نفس الأخطاء و تظل المشكلة قائمة متحدية نفوسنا المتعبة و لتتقلص مساحة الأمل في ظل حياة مليئة بالمشاكل و المشاغل و الهموم تصبح الصورة مأساوية و أكثر استعصاء ليتحول السوء مع الزمن إلى مقبول نتعايش معه و نتأقلم رغم بشاعته نحاول إقناع أنفسنا بالانشغال في أمور أكثر أهمية في ظل واقع أصبح فيه الكذب شائعاً و الصدق مدفون في مثواه الأخير في ظل فوضى القيم ليتبقى العمر مجرد مشروع انتظار يائس طويل ممل..
عفاف حلاس
المزيد...