لكل أديب أثره وتأثيره في عالم الكتابة والإبداع ينهل من نبع العطاء الكثير ويعطي المجتمع المحيط به عصارة ذلك الإبداع…
من هنا كان سؤالنا الأول للأديبة خديجة بدور التي التقيناها فتحدثت قائلة : كانت هدية مدرستي الأولى ” كجائزة على تفوقي” رواية (ذهب مع الريح) للكاتبة الأمريكية مارغريت ميتشل فقرأتها بشغف، وبعدها قرأت لروائيين وكتّاب عالميين مثل تولوستوي وأنطون تشيخوف وعزيز نيسين، فتأثرت بكتاباتهم التي تتناول الواقع الاجتماعي والاقتصادي كما كانت لي قراءات لكتّاب عرب مثل نجيب محفوظ وغسان كنفاني ويوسف السباعي فتأثرت بالثقافتين العربية والغربية و كانت البداية بمجموعة قصصية بعنوان(الثمن) ثم مجموعة (غدر الزمن) أما روايتي الأولى فولدت متأثرة بعمل المغتربين وذويهم و ما يعانوه من آلام الغربة والبعد والشقاء فكانت بعنوان( عودة السنونو)،كما تألمت من وضع بعض النساء في بلدي سورية اللواتي قضين هما وحزنا نتيجة العادات و التقاليد الظالمة الصارمة فكتبت روايتي الثانية(لعنة حلم)، و بعد بدء الحرب الكونية على سورية كتبت روايتي الثالثة( دماء على قامات من نور) و حاليا توجد مجموعة قصصية ورواية قيد الطباعة ، ومازلت أكتب مادام قلمي يسيل لأن الكتابة نبع عذب لا ينضب.
و تابعت :لم أكن يوماً شاعرة لكن مشاعري وأحاسيسي تحركت عند أول لحظة ألم حاكتها الظروف والأحداث المتتالية… باحثة عن أحلامي الوردية التي بدأت تتوه فكتبت ديواني النثري الأول(ضجيج أحلام) والثاني كان بعنوان(لمار).
للأديبة عدة أبحاث اجتماعية حدثتنا عنها قائلة:كتبت أول بحث اجتماعي (العقاب) ، كما تتالت أبحاثي حول الطفل والحدث ودور الأسرة والمجتمع فكان بحثي الثاني (الحدث)، و بعدها أعددت بحثي عن (العبقرية والإبداع)، كما كنت أتطلع إلى المرأة الايجابية ومنجزاتها الرائعة فكتبت (الوجه المضيء للمرأة) في التربية والمجتمع.
الجدير ذكره أن الأديبة بدور كانت مديرة المركز الثقافي بحمص منذ عام ٢٠١٣ ولمدة سبع سنوات فحدثتنا عن هذه المهمة قائلة: عملي ذاك جعلني على دراية بالعمل الثقافي، وفي حينها كانت بلدنا الحبيب سورية تمر بمرحلة صعبة للغاية …” الحرب الكونية والمؤامرة” فكانت الكلمة خير نبراس وسلاح قوي وذات قوة وسلطان لا يمكن إغفال أثرها في نفوس الأشخاص و هي وسيلة التواصل والتوجيه والتوعية ، وكنت مؤمنة بأن الجيل الذي يحصل على قدر كاف من الثقافة ينبذ الأفكار الرجعية … تأثرت بما كان يجري فكانت لي رواية بعنوان قامات من نور، ونصوص نظرية أيضا،،تابعت إدارة المركز الثقافي سبع سنوات وبعدها أحلت إلى التقاعد حاملة أروع ذكريات لمثقفي بلدي مع كل المحبة والتقدير لهم. …
عفاف حلاس