الشاعر إياد خزعل:أكتب الشعر العمودي وأميل لشعر التفعيلة

ضمن الفعاليات التي أقامها المركز الثقافي العربي في قطينة خلال أيام ملتقى قطينة الثقافي كانت هناك ضمن فعاليات اليوم الأول أمسية شعرية متنوعة للشاعر إياد خزعل ، بعد الأمسية كان لنا مع الشاعر اللقاء التالي:
س1: لمحة مختصرة عن حياتك؟
– إياد خزعل .. على تخومِ الباديةِ السوريّة، مع إطلالةِ ربيع عام 1963 ولدتُ في مدينة القريتين – وفيها تعلّمتُ ودرست حتى أنهيت المرحلة الثانويّة، ثمّ تابعت دراستي في كليّة الآداب – جامعة البعث – قسم اللغة العربيّة، ودخلتُ معتركَ التدريس الذي ما أزال به إلى الآن، حيث أعمل مدرّساً لمادّة اللغة العربيّة، وأعيشُ في مدينة حمص منذ عام 2001.
س2 : منذ متى بدأت كتابة الشعر؟ وهل كانت البداية متواضعة أو مصنّفة بين أنواع الشعر؟
– بدأت الخطو على طريق الشعر في طفولتي، ففي بلدتي كانت أهازيجُ الأعراس وأغاني الدبكة المنظومة بإيقاعٍ مُحكَم تشدّني، فقد تعلّمتُ الغناء ، وكان لصوت أمّي وهي تشدو أغاني الحزن الريفيّة وقعٌ خاصّ في ذاكرتي، وفي المرحلتين الإعداديّة والثانويّة تعلّمتُ الأوزان الشعريّة، وقرأتُ المعلّقات والمتنبّي، وأعجبتُ بالموشّحات الأندلسيّة، كما قرأتُ شعراً مترجماً عن اللغة الروسيّة وغيرها، فكتبتُ في الصفّ الخامسِ أولى القصائد، وفي المرحلة الثانويّة عن أحداث لبنان قصيدةً، وعن فلسطين، وكنتُ أردّد ما أكتبه أمام زملائي وأساتذتي في المدرسة، وكانت القصائد تتراوح بين قصيدةٍ عفويّة لا تخلو من الأغلاط، وقصيدةٍ مُحكَمةٍ ترقى إلى مستوى الشعر، حتّى دخلت الجامعة، وطوّرت أدواتي الشعريّة، ومن خلال ما قرأت من دواوين شعريّة جديدة أو قصائد مختارة استطعت تطوير أدائي الشعري، وما أزالُ إلى الآن في طور التجريب والمحاولة للوصول إلى نصّ متكامل.
س3: ما الدواوين الشعريّة الصادرة لك؟
– صدر لي ديوانان بموافقة اتّحاد الكتاب العرب هما: (فضاءٌ للكلام) 2005، و(هذا أنا) 2016، والآن أصبح الديوان الثالث (أغنيات الصمت) جاهزاً للطباعة قريباً.
س4: ما نوع الشعر الذي اعتمدته في كتاباتك؟ وأيّ الأنواع تفضّل؟ ولماذا؟
– في البداية كتبتُ الشعر العموديّ، وما أزالُ أكتبه حين يكون الموضوع ملائماً، ثمّ شعر التفعيلة، وأحياناً قليلة الشعر الحرّ الذي أقيسه بإيقاعيّته، ولي محاولات بالمحكي لا بأس بها.
لكنّي أميلُ الآن إلى شعر التفعيلة؛ حيثُ أجد فيه مساحةً أرحب لطرح أفكاري الوجوديّة، وهو الأكثر تعبيراً عن ذاتي.
س5: ما الأفكار والمعاني الغالبة في شعرك؟
– لا شكّ أنّ الذاتيّة تغلبُ على قصائدي، لكنّني من خلالِها أعبّرُ عن رأيي بالكون والوجود والمرأة، والوطن، فقد تناولتُ هذه الموضوعات في قصائدي، وعبّرتُ عن نفسي من خلالها، لكنّ المرأة بوصفِها رمزاً وجوديّاً تطغى على نصوصي.
س6: ما رأيك بالشعر القديم والشعر الحديث؟
– الشعرُ القديم هو المنبعُ الثرُّ الذي يتدفّقُ دائماً، ولا يمكنُ لأحدٍ أن يجافيَه، ففيه الكثيرُ من مقوّمات ما يُسمّى الحداثة، وكثيراً ما أعودُ إلى قراءته للاستفادة من تلك التجارب الرائدة كالمتنبّي وعنترة وامرؤ القيس، وغيرهم من الشعراء، والشعرُ الحديث خطا خطواتٍ جبّارة ليثبت نفسه في معركة الصراع بين الأصالة والحداثة، مع أنّه وُلِد من ثوبِ القصيدة القديمة، وهناك عدد من المدارس الشعريّة الحديثة ترك شعراؤها بصماتهم في المشهد الشعريّ الحديث، منهم بدر شاكر السيّاب، ومحمود درويش، ونزار قباني، والأخطل الصغير، وشعراء المهجر بشكلٍ عام. هذا التدفّق عبرَ قرونٍ من الزمن أعطى القصيدة العربيّة طابعَها، وإن كنتُ الآنَ أفضّلُ قراءة الشعر الحديث الذي نضج على أيدي الشعراء المَهَرة، وأطّلعُ على الشعر العالميّ المترجَم، وأستفيد من تجاربه؛ لأنّ الإنسانيّة واحدةٌ في عمقِها وأحلامها.
س7: كيفَ ترى مكانة الشعر وناظميه في مجتمعنا؟
– بدايةً أنا لستُ ناقداً، ولا يحقّ لي الحكمُ على أحد، لكنّني أرى أنّ الفارق بين الكلامِ والشعر شعرةٌ خفيّة، فهناك الكثيرُ من الكلام، والقليل من الشعر.
والمعيار الحقيقيّ للحكم على النصّ هو التماسكُ ووحدة الموضوع والقدرة على تقديمِ رؤيا جماليّة أو معرفيّة عميقة. ففي خضمّ الثورة الرقميّة وانتشار وسائل التواصل أصبح الكثيرون يقلّدون ويقتبسون، ويحسبون أنفسهم شعراء، وقد ساهمت بعض المؤسّسات في تكريس شعرٍ هابطٍ فيه الكثير من الأغلاط اللغويّة والمعنويّة؛ لأنّنا نفتقر إلى النقد الموضوعيّ، ولأنّ العلاقات الشخصيّة أحياناً والمال أحياناً أخرى لعبا دوراً في تكريس ما لا يستحقّ.
رفعت مثلا

المزيد...
آخر الأخبار