غرباء في لعبة الحياة

يوجد دائماَ متناقضات (الألم والسعادة) ،(الدمعة والضحكة، الخاسر والفائز ،الظالم والمظلوم)، ومرات عديدة يتجرد الإنسان من مشاعره وعواطفه ويدمر جدران قلبه في سبيل الوصول لغاية ما، تاركاَ خلفه أشلاء من الذكريات المنسية المجروحة متجرداَ من مشاعره العاطفية حيال من يحب ،تماماَ كما تنتصب الشجرة العارية في وجه الخريف. غرباء : غرباء نحن في هذه الحياة نتلاقى ونفترق، نتحارب ونتنازع ،نجري ونجري وان ِمشينا نسرع الخطا نبحث ونبحث عن ماذا؟ عن أي شئ. المهم أننا نبحث ونستمر في البحث، دائماَ ينقصنا شيء ما ودائماَ نريد المزيد. ماذا نريد من حياتنا؟ سؤال لا يكف الإنسان عن سؤاله في كل ساعة ، وفي كل يوم. أليست حياتنا سعياَ دائباَ وجهاداَ متصلاَ فما أن نبلغ محطة َ حتى نسعى إلى آخرى وما أن نصل إلى محطة حتى نستعد إلى الرحيل إلى أخرى. واِن كان بلوغنا المحطة الأولى مريحا أمنا، فسيكون سعينا إلى بلوغ محطة أخرى مريحا أمنا كذلك. لكن الطمع يعمي قلوبنا، نريد المزيد في كل شيء ،نرتبط ونحب ونظل نحلم بالحب……….وبالسعادة المجهولة. نتوهم ونصدق أوهامنا، نكذب ونعيش في كذبتنا، نخشى مواجهة الحقائق وخاصة حقيقتنا نهرب منها وندعيّ تمسكنا بها نتشدق بالكلمات والأغاني والشعارات نقول عكس ما نؤمن به ، ونفعل عكس ما نريد نتشدق بالواقعية ونحن نحلم بالرومانسية. ونسيء فهم المعاني الجميلة ،نخلط بين الجد والقسوة بين المرح والهزل بين الواقعية والمادية ،بين الرومانسية والسطحية. إلى متى؟ اِلى متى سنظل نرى الأشياء على غير حقيقتها ومتى سندرك معنى رحلتنا؟ فعلينا منذ البداية أن نحدد طريقنا بحيث يمكن الوصول إليه هذا يعني أن تكون أهدافنا واقعية وعملية وملائمة لقدراتنا وأن تكون سبل الوصول إليها ممكنة. وهكذا يظل القطار يسير ويسير ويتوقف من محطة إلى أخرى حتى يتوقف في آخر محطة ويركب غيرنا، عندها ينتهي بنا العمر ويموت الزمان. فابحثوا أيها البشر عن الحقيقة دائماَ، حقيقتنا وحقيقتكم وحقيقة الحياة قبل أن يتوقف القطار.
خديجة بدور

المزيد...
آخر الأخبار