استطاعت الفنانة فريال سلوم أن تحفر اسمها في عالم الفن التشكيلي ، حيث أقامت العديد من المعارض الفردية في المدارس التي درست بها ، كما شاركت في مجموعة من المعارض الجماعية والتي ركزت فيها على مواضيع متنوعة حيث تغطي لوحاتها جدران المدارس من لوحات طبيعية ووجوه «بورتريهات» وطبيعة صامتة وغيرها
كما إنها امتلكت أسلوباً خاصاً لا تخطئه عين كل مدقق، و فرشاتها مفعمة بالحيوية، تنتج أعمالا في غاية في التميز .
كما أنها أيضا أبدعت في تدريس مادة الفنون ، في عدد من مدارس حمص ولها حضورها البارز في كل مدرسة تعمل فيها .
لها حضورها في نفسي
و عن نشأتها ودور البيئة في صقل موهبتها في الرسم قالت: « ولدت في قرية « الدغلة » في وادي النضارة ، وهي قرية جميلة جداً ، هواؤها عليل , والجبال والأودية الخضراء لها حضورها الأقوى الجميل في نفسي ، والدغلة تعني « الغابة « أي أن قريتي وسط الغابة ، تتربع على قمة جبل شامخ . درست في مدارسها .. وكنت ارسم ما تراه عيني ولاحظ المعلمون اهتمامي بمادة الرسم ، وقلة من التلاميذ كانوا يهتمون بالمادة ، نلت تشجيعاً من الأهل والأقارب والمعلمين .. الذين وفروا لي أدوات الرسم .. ورأيت نفسي أرسم مناظر طبيعية وبيوتاً وطرقاً .. ثم وجوهاً لناس مألوفين بالنسبة لي .
شغف كبير
وعن اختيارها مهنة تدريس مادة التربية الفنية قالت : « بعدما نلت الثانوية بدرجات ممتازة سجلت في كلية الحقوق بجامعة دمشق .. لكنني وجدت نفسي تهفو وبشغف للفنون فدرست الفنون … كنت أطمح أن يكون عندي مرسم خاص بي .. وأن أنشر ثقافة الفن عن طريق تعليمه وان أرعى المواهب .. كما كان معلمي ّ يهتمون بموهبتي، وهكذا تعلمت على يد أساتذة فنانين مثل : رشيد شما وعبد القادر عزوز وأحمد الخضر والمثنى المعصراني ونجاة زخور وسناء المصري وغيرهم . وكنت من بين الخريجين المتفوقين في معهد إعداد المدرسين بحمص وهكذا وجدت نفسي معلمةً للفنون .
وعن نشاطها الفني والتعليمي قالت :
« أقمت عدة معارض فردية في بعض المدارس التي درست فيها ، ففي حلب شاركت بعدة معارض في أثناء تدريسي هناك ثم في محافظة حمص أقمت معارض فردية وشاركت بكل المعارض الجماعية في المناسبات الوطنية والقومية ، واهم معارضي كانت في معهد الفنون النسوية .
وعن التقنيات الفنية التي تعتمدها قالت:أرسم بالألوان الزيتية على القماش كما أرسم على الزجاج وعلى الجلد .. وأرسم على الخشب بطريقة ( الحرق ) .
مواضيع متنوعة
وعن موضوعات لوحاتها ومن أين تستمدها قالت : بالنسبة للوحات الزيتية أو المائية الطبيعية أستمدها من الطبيعة مباشرة , فعندنا مناظر خلابة ومدهشة قناطر وجسور قديمة وجبال ووديان وأنهار .. وبيوت وسط هذا الجمال المدهش أما لوحات الطبيعة الصامتة فهي موجودة ولكن عين الفنان تعرف كيف تلتقط المدهش والمثير الذي قد لا يلفت انتباه الإنسان العادي ( غير الفنان) .. فالكأس المكسور وفيها بعض الماء .. تلفت النظر .. وكذلك الكراسي الموضوعة بشكل متنافر .. الخ وعلى الخشب ثمة رسومات مبسطة ومعبرة أما « لوحات البورتريه» أي رسم الوجوه .. فثمة وجوه كثيرة تجذب الانتباه .. الوجوه التي حفر فيها الزمن أخاديده .. الوجوه المضيئة بالفرح .. وجه الجندي وفيه نقرأ العزيمة والتصميم وصنع الانتصار .. لوحة وجه أم الشهيد ودمعتها .. الخ أما وجوه النساء .. فللنساء خصوصية جمالية والمرأة التي تكثر صورها في أعمالي هي رمز الخصب والعطاء والأمومة وهي امرأة مبدعة تلك التي تراها في أعمالي .
مشهد رائع
وعن أهمية اللوحة الفنية ودورها في التصدي للإرهاب ودعم صمود شعبنا قالت : الكلمة مثل الرصاصة لها دور في التصدي للإرهاب وللمؤامرة على بلدنا ، وكذلك اللوحة تثير انفعالات كبرياء وغضب وحقد على الإرهاب والخونة .. الشهيد الذي تنبت من كل قطرة من دمه شجرة أو زهرة .. مشهد جميل مؤثر .. يكرس القيم الإنسانية كالشهادة والتضحية،الجندي البطل الجريح العائد رغم جراحه للمعركة … مشهد رائع ..!!
بحاجة لتوعية
وعن الصعوبات التي يواجهها مدرس الفنون قالت : «هناك إهمال بشكل عام لمادة الرسم والتربية الفنية من قبل التلاميذ .. يعتبرونها حصة للترفيه .. قلة منهم وهم أصحاب المواهب يهتمون بالرسم وهؤلاء يحتاجون إلى رعاية واهتمام المعلم والأسرة , المشكلة أن المجتمع بشكل عام لايدرك أهمية الرسم والفن ويعتبرون أن المواد الأخرى لها أهميتها بعكس الرسم ..!! إننا نحتاج إلى توعية وتثقيف .. فالفن هو أقدم من الكتابة ( الرسم على جدران الكهوف « كان قبل اختراع الكتابة أتمنى أن تلقى هذه المادة الاهتمام عند الأهل والتلميذ والمجتمع بشكل عام فالفن قادر على إيصال الفكرة .. بسرعة وإقناع أكثر من الكتابة أحياناً ..!!
دور هام وكبير
وعن دور اتحاد الفنانين التشكيليين في هذه المرحلة قالت: « هو دور كبير وهام …وأن تعود المعارض إلى الصالات .. ونريد أن تقام المعارض في الساحات والهواء الطلق والأحياء الشعبية … بعدما قهر جيشنا وشعبنا الإرهاب .. ونعيش بأمن وأمان .. مدينة حمص العدية مدينة الفن والفرح والسعادة مثلما هي مدينة الحرف والثقافة ..»
عيسى اسماعيل – هيا العلي