نقطة على السطر..دراجات الخوف والإزعاج….

عندما اخترعت الدراجة النارية،كان الهدف تسريع النقل والانتقال بدلاً من الدراجة العادية التي تتوقف حركتها وسرعتها على قدرة راكبها،و مهما كانت قدرة هذا الراكب فلن تصل سرعتها لحد الخوف.

وكما في كل الاختراعات نغلب القشور على الأساسيات،فالدراجة النارية لن نكتفي منها بالهدف الذي اخترعت من أجله ،بل نحولها إلى آلة للخوف والإزعاج،الخوف من السرعات الجنونية التي تتحرك بها،والإزعاج من الأصوات العالية التي يحلو لراكبها أن يطلقها من خلال إضافات لها فتصبح مزعجة بصوتها الذي ينتشر على مسافات ومساحات واسعة في الريف والمدينة على حد سواء.

والأخطر في الدراجات هو سن أو عمر من يقودها،سابقا كان الأب يجلب لأبنائه دراجة عادية يلهون بها، أما اليوم ورغم ارتفاع أسعار الدراجات بكافة أنواعها وارتفاع تكاليفها،أصبح بعض الآباء يهدون أبناءهم الدراجة النارية غير مبالين بالخطر الذي يضعون أبناءهم به وبأسعار مادة البنزين حيث سعر اللتر يصل إلى حوالي ٢٠ ألف ليرة.

يقولون إن قيادة الآليات تحتاج إلى العقلانية،والعقلانية هذه آخر ما نفكر به ولا نعرف قيمتها ومعناها إلا عندما تقع الحوادث وخصوصاً حوادث الدراجات النارية على الخصوص بسبب التهور والرعونة في القيادة وتسليمها لأطفال لا يعرفون مدى الخطر المحدق بهم وسط تشجيع الأهل على أساس أن قيادة الدراجات من قبل الأطفال يعني بطولة وأصبح بالإمكان الاعتماد عليهم في قيادة الدراجة.

القاطنون في الريف وعلى الأخص من تقع منازلهم على الطريق العام ،يفتقدون الراحة والهدوء طوال النهار وحتى ساعات متأخرة من المساء،حركات بهلوانية وشبان وأطفال وكأنهم في حلبة سباق ،دراجات بطح وغيرها من التسميات والأنواع ولا من حسيب أو رقيب وغياب كامل لرقابة الأهل ،وربما لن نستغرب أن الأهل يراقبون أطفالهم وهم يقومون بهذه الحركات ويشجعونهم ولا يستيقظون إلا عندما يرون أو يسمعون أن دراجتهم وقع لها حادث في مكان ما والنتيجة قد تكون كارثية….

نتمنى السلامة للجميع ونتمنى على الأهل ضبط إيقاع أبناءهم وأن يكونوا المراقب الناصح والحازم لإيقاف تهور الأبناء لا تشجيعهم على الذهاب بعيداً في الاستهتار والتصرفات الطفولية.

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار