نباهة الفطنة إشراقة وعي يحاكي برعماً لامسته نسمات الصباح الشفيفة فانداح ضوء ما ذرته الشمس ليصير فيض كوكبة من نور ما بين تلك الأنوار وهاتيك الوردة السنية عبر حبات ندى على شفاه أكمام الورد , فيغدو الجمال قيمة مضافة من جلال , يتجاوز بذلك الجمال في ثنائية بصر في مشهدية وبصيرة في تملٍ وارتواء من حسن , مداه كل جمال .
هكذا هو حضور نباهة الفطنة في مكامن الروح ورزانة العقل عندما يتسع ليكون فساحة إبداع يحتفي بكل ابتكار . وحتى يشرق نصاعة في بيان ووضوح , أيُّ أمر فلا بد من أن يستوي في سعادة تطلع من أماكن في التصورات البعيدة إلى ما هو أقرب , إذ يكون هذا عندما يمد الوعي مداه في التخطيط و إدراك ملامح الطريق , فيكون بذلك النهج طريقاً واضحاً , ويكون المنهاج خططاً وخبرات ومعارف وقيماً ومهارات و أنشطة تحفز إثارة دافعية المتعلم و تركن إلى محاكاة ثلاثة الأنماط من سمعية وبصرية وحركية . يضاف إلى ذلك الاتجاهات والميول والحاجيات النفسية , مع إعمال أنواع الذكاءات المتعددة التي لا تنفصل عن متن كل نظام تربوي في ثلاثة عناصره : البنى التي هي مجموع الصيغ الإدارية والتعليمية والمناهج بما تختزن من معارف وكذلك الخطط والبرامج والتي كلها تصب في تمكين المدرسة ضمن الفلسفة العليا للسياسة التربوية في منظومتها الوطنية والقومية والإنسانية بحيث تجسد واقعاً ميدانياً , تطبيقياً لدلالة المدرسة في إعداد الناشئة إعداداً بنيوياً تكاملياً وفق مرجعية معايير وطنية تنطلق في مهادها من الواقع جزئيات وتفاصيل شمولية نهوض بناء في إعمار العقل والوجدان سمواً ورقياً سلوكياً ضمن ذهنية منفتحة تعي دور الفرد ومسؤليته تجاه ذاته والمجتمع والوطن ومكانة الوطن والأمة في الحضارة الإنسانية . وهذا واقع أساس في مكين السياسة التربوية في بلادنا وعلى منطوق لسان عربي فصيح . حجره الأساس لغة الضاد في توكيد المعارف والخبرات والحوار والمناقشة والاستنتاج والتطبيق , بما يعزز مكانة المتعلم كونه مورداً بشرياً فعالاً , حيث الاتساع في النقاط المعرفية والخبرات ما بين الذاتية والموضوعية والسعي الدؤوب لاكتساب المهارات تواصل حضور ما بين المدرسة والحياة جمالية ترابط ما بين المؤسسة التربوية والمجتمع في خطاً ثابتة على دروب الجد والعمل بأداء نوعي تعزيزاً لمكانة ذلك في خدمة و إثراء الوطن و الأمة والحضارة الإنسانية من خلال إدراك حجم المسؤولية الطافحة وعياً بدور الفرد ومكانته في معنى أداء الواجب والرسالة وهذا ضمن العمل على تفعيل المهارات وتعزيز المبادرات وتنويع الأنشطة و إعمال التفكير , ولا سيما مستوياته العليا مع التفاعل الخلاق حيث التقانة وسعة واقع المجتمع الالكتروني وفيض الدراسات والبحوث , ولا سيما في علمي النفس والتربية وغيرهما أيضاً .
إن تلك العناوين , والعنوانات في فضاء رحب من منظور المعرفة إنما يحقق مدارات شتى لمزيد من تفعيل القدرات الذهنية والطاقات الكامنة بمقاربة هذا الفيض من جمال الإدراك والانتباه مقابل واقع التدفق المعرفي حيث العالم في ألفيته الثالثة لذلك اتسعت الطرائق التربوية تجسيداً للمعرفة من الكتاب منظوراً إلى الإنسان سلوكاً و إلى الحياة مسلكاً وإنتاجاً إبداعياً فيه سعادة النهوض إذ الخير كامن في شهامة وعي البناء والإعمار أفراداً ومؤسسات و أدواراً لها حضورها في قدراتها ولها تعاضدها في وحدتها إرادة فاعلة فعالة .
وهذا حاضر في غنى المؤسسة التربوية عبر هرميتها وواقع حضورها اتساع وطن وريادة بناة , لهم السبق في كل عطاء تماهياً مع نبالة مكارم المخلصين في كل جانب وكل ميدان حيث الخير والعطاء والانتصار وتجذر كل انتماء .
هكذا تتقد جذوة العمل دورات تدريبية متواصلة إعداداً يرتكز على أصول تربوية ومعارف وخطط هادفة وضمن مرجعية مؤسساتية تعي دورها الوطني والقومي والإنساني عراقة ماضٍ بحاضر وديمومة مستقبل لتكون خبرات المناهج المطورة مواد متنوعة و مصفوفة مدى تحاكي المراحل العمرية للمتعلمين حاضرة في كل جزئيات العمل التدريبي ومفردات الحقيبة التدريبية , يضاف إلى ذلك تمثل العمل التربوي قيماً ورسالة بما يخدم الأجيال من خلال التفاعل التشاركي وتمهير الطاقات والقدرات وتمكين الناشئة من العلم معارف ومن المعارف خبرات ومن الطرائق مهارات وبجميع ما سبق تعلماً مداه : الإنسان إرادة الحياة في الإنتاج والإبداع .
نزار بدّور