لا تحاول أبداً أن تسأل عن الـ « المنطق » أو القواعد والقوانين التي تحكم محال أو صالونات « حلاقة وتجميل » لأنك لن تخرج بحجة مقنعة أو معيار توافق فيه فهم من يتقاضى أجرة قص شعر وسيشوار خفيف ألفي ليرة سورية ولفة عروس مع مكياج حوالي خمسين ألف ليرة ويزيد أي ما يعادل راتب المتأهل الذي – ربما – احتاج إلى كفلاء لإنقاذه من ذل واستعطاف «الكوافير » الذي يستغل مناسبة « العرس » – مثلاً – ليشترط بأسعار ما أنزل الله بها من سلطان ، ويدفع الزبون مكرهاً أخاك لا بطل – غالباً – اتقاء لخدش شعوره وعزة نفسه في ظل غياب المحاسب والرقيب ،… هي صالونات حلاقة وتجميل تشرف عليها الجمعية الحرفية للحلاقين ، وهذه الجمعية يفترض أن تواكب أسعارها وتضع حداً للجشع والازدواجية و الانفلات من كل القيود والأنظمة المرعية فلا تستطيع – أنت المواطن – هضم ما يبتلعه أصحاب تلك المحال دون وجه حق ، ولا غرابة – كذلك – في أسعارهم الفلكية كون الحبل ترك على الغارب منذ زمن وبالمصادفة قد يطالب متظلم بحقه ، وشكواه – غالباً – كرماد في منفضة ، مع أول هبة ريح تتبعثر وتطير وهذا الاستهتار بالملاحقة والمتابعة يضيف شيئاً من الأحقية القانونية لهؤلاء الحلاقين أمام تبخيس المطلب والشكوى ويشعرهم – أي الحلاقين – بأن ما يجنونه حقهم الشرعي بعرق جبينهم وعناء نفسهم وغزارة زبائنهم دليل على نظافة أيديهم …
والمواطن يبقى ضحية – ضحية الخديعة التي يوهمك بها صاحب المصلحة بأنه يأخذ حقه فقط ، فتدفع لترضي ضميرك ..
وضحية تقصير مؤسسة بعينها توهمك بوجود نشرة أسعار رسمية هي بالحقيقة حبر على ورق وفتش عليها لن تجد نسخة واحدة معلقة داخل أي صالون حلاقة …
وضحية – كذلك – لثقافة اجتماعية قاصرة تطبع على محياك الخجل وتدفع دون أن تناقش بحقك أو التلويح بالشكوى في حال ألحق بك الغبن عن سابق قصد وإصرار وتعمد …. فالربح يتجاوز حدود المعقول ، ومديرية التجارة وحماية المستهلك «متناسية» ولا تقدم أو تؤخر تاركة الأمور على عواهنها …. مع أن العرض يفوق الطلب والصالونات لا تعمل على بنزين حر ولا مدعوم ، ولا مقيدة بساعات عمل ومواد التجميل – غالباً – تجارية والزبون لا يأكل ولا يشرب في صالوناتهم ، ومع هذا فإن تعرفتهم وفق مزاجيتهم ونجومية الحلاق والمكان والشهرة كلها تستقطب الزبائن من آخر المعمورة وغزارة الزبائن والدفع تبقيهم ظامئين لا تقنعهم بسعر معقول ، والسوق وفق مزاجيتهم.. قبل العيد بسعر وبعد العيد بآخر، والحجز أحياناً قبل شهر ومع ذلك الجشع يغزو تلك المحال ولاتسأل – أنت المواطن – عن الطريق الأخلاقي وأدبيات وشرعية المهنة التي يتطلب العمل بها بأصول تراعي الأوضاع الاقتصادية للمواطن الذي غالباً ما يشعر بأنه يجلس على « كرسي العملية « مع اختلاف القاص والمقص …
العروبة -حلم شدود